
عودة إلى الحاضر :
دخل احمد غرفة آسر بالمستشفى وجده فى حالة عصبية مريبة يصرخ و يلقى بكل ما تصل إليه يده أرضا حتى يصير حطاما فهرع إليه أحمد و امسكه محاولا تهدئته :
- آسر .. اهدا مش كده .
- اهدااا ايييه .. اهدا ايه .. عدا اسبوعين و نص و هى لسه فى الغيبوبه .. عارف ده معناه ايه و لا لا يا دكتور .
- بس لسه ادامنا وقت ، خلى املك فى ربنا كبير .
- انت بتضحك على نفسك و لا على مين .. ده مفيش اشارة واحدة عملتها تقول انها هتفوق .
انهارت أعصاب آسر و خارت قواه فانهمرت دموعه تصرخ بصوت مسموع فعانقه صديقه يربت على كتفه مواسيا إياه بشتى الطرق .
_______________
فى غرفة العناية المركزة :
كانت تجلس ريم بجوار سرير كارين تمسك بيدها ، تحدثها بعينين دامعتين و صوت محشرج :
قومى بقا يا كارين .. كفاية كده .. انتى مش متخيلة انتى عاملة فينا ايه .. كلنا .. مش عارفين نعيش حياتنا بشكل طبيعي ابدا .. و ازاى هنعيشها أصلا .. مامتك و باباكى مقهورين على بنتهم الوحيدة و مروان مش لاقى حد يجاريه فى الهزار و اللمة الحلوة و ماما بتلوم آسر ع اللى حصلك ، اما آسر بقا .. بيموت فى كل لحظة من غيرك .. تايه و ضايع و مش عارف يعمل ايه علشان تقومى تانى ، حاسس بالعجز و انتى ادام عينيه و مش عارف يعملك حاجة .. و أنا .. أنا فقدت الأخت اللى كان نفسى فيها طول حياتى و اللى لو كان ربنا ادهالى ماكانتش هتعمل معايا ربع اللى عملتيه .. طب أعترفلك بحاجة .. فاكرة اليوم اللى شوفتى فيه حرامى و صرختى و جه آسر و مسكتى فيه .. ماكانش فيه حرامى و لا حاجة .. دى أنا.. بعد ما شوفت بداية الحب فى عيونكوا و انتوا مش عارفين ، كنت عايزة أقربكوا من بعض بأى شكل .. فوقى بقا يا كارين و كملى جميلك معايا .
_____________
# فلاش باك
عاد آسر من عمله قبيل المغرب مرهقا ، فوجد ريم تجلس فى الصالة ممسكة بهاتفها تراسل أحدهم فضربها على رأسها قائلا : قومى يا بت اعمليلى كوباية شاى .
صرخت ريم ثم قالت : هو انت مابتعرفش تتكلم من غير ايدك .
- طب قومى بقا و لا تحبى تجربيها .
ريم بتذمر مصطنع : قايمين اهو .
نهضت ريم بينما جلس آسر مكانها ، شعر بهزة موبايل من تحته فنهض عن المقعد و امسك بالهاتف ليجده هاتف ريم و قد ظهر على شاشته الخارجية رسالة واتساب " حبيبتى مابترديش ليه ؟! "
اتسعت عيناه صدمة فصرخ بغضب عارم : ريييييييم !!
جاءت ريم تركض فى ذعر و من خلفها سناء و كارين و نزل مروان من الطابق العلوى يركض فى هلع " ف ايه ؟! "
ESTÁS LEYENDO
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...
