٥- عرض مفاجىء

14.6K 444 9
                                    

اتجهت كارين إلى غرفة لوچين و طرقت الباب فى انتظار أن يفتح . فتحت الطفلة الباب بعد ثوان لكنها أدارت لها ظهرها و ذهبت تجلس فوق سريرها.
ظلت كارين ماثلة بالخارج ثم قالت بنبرة استعطاف:
- ممكن أدخل ؟

لم ترد الطفلة بل لم تلتفت إليها من الأساس ، لكن لم تيأس كارين و تابعت قائلة بشقاوة : مش هتندمى ، I promise

التفتت لها لوچين و أومأت برأسها ايجابا ، فاتسعت ابتسامة كارين تعرض عن أسنانها البيضاء و دخلت لتجلس قبالتها على السرير . ثم قالت و هى تداعب ذقن الصغيرة : ممكن أعرف البنوتة الكيوت دى زعلانة منى ليه ؟

ردت لوچى مباشرة بعفوية و كأنها كانت تنتظر هذا السؤال :
- لأنك زعلتى بابى و خليتيه يضايق .
- امم .. للدرجة دى بتحبى بابى ؟!!
- أوى اوى.
- طيب يا ستى ، I'm so sorry ، ممكن بقا تقبلى ممى الشوكليت دى كاعتذار و بداية صداقة بيننا.

ابتسمت لوچى و هزت رأسها بنعم و تناولت منها الشوكليت و مدت يدها قائلة : friend

ذهلت كارين من ذكائها و وعيها الأكبر من سنها فضحكت وصافحتها قائلة : No.. best friend.

و ضمتها و داهمتها بالزغزغة لتتعالى ضحكاتهم و يصل صداها إلى سناء و ريم فتبتسمان فى رضا .

وضع طعام الغداء على السفرة بعد العصر حيث عاد الحاج حمدى و ولده آسر من الشركة ، التف الجميع حول السفرة الغنية بما لذ و طاب من اللحوم و المحشيات و السلطات .

ترأس الحاج حمدى الطاولة و على يمينه آسر بجانبه ابنته و على يساره سناء بجانبها مروان و ريم و اخيرا كارين .

و بينما كان الجميع منهمكين فى التهام الطعام ، قال الحاج حمدى موجها حديثه إلى كارين : صحيح يا كارين ، سناء قالتلى إنك جيتى مصر تعملى دراسات عليا ، قوليلى بقا انتى خريجة ايه ؟

اضطربت كارين عندما سمعت اسمها يذكر لكنها ردت بثبات : أنا خريجة فنون تطبيقية قسم تصميم صناعى .

تهللت أسارير وجهه قائلا : بجد !! ممتاز.

ابتسمت كارين لكن عبس آسر متمهلا فى تناول طعامه و كأنه فهم ما يدور برأس والده و الذى أكده له والده حين قال : طب ايه رأيك يا بنتى تشتغلى معانا ف المصنع ؟

صدمت كارين من العرض المفاجىء و قبل أن ترد قال آسر : بس يا حاج كده هى هتتعطل عن الماجيستير بتاعها .

رمقته كارين بحنق فأردف والده : ماتقلقيش يا بنتى مش هنعطلك و انتي مش ملزومة تيجى المصنع كل يوم ممكن تعملى الشغل المطلوب منك هنا و تسلميه لآسر هنا بردو .. أصل البيه رفد واحد من المصممين و احنا مش ملاحقين على الطلبيات اللى ورانا .

كادت أن ترد لكن اعترضها آسر قائلا : ماتقلقش يا بابا أنا نزلت اعلانات عن مصممين و مفيش اكتر منهم .
رد والده بامتعاض : و عقبال ما تختار واحد مناسب و تدربه ٣ شهور نكون خسرنا العقود اللى ماضيناها .
تطاير الشرر من عينيها و قالت لاغاظته : يبدو ان المصمم اللى اترفد عمل ذنب لا يغتفر .
الحاج حمدى : ده حقيقى .. ها قولتى ايه يا بنتى ؟
ابتسمت كارين و هى تمرر لسانها خلف أسنانها تراقب تعابير وجه آسر فردت بتؤدة : طبعا .. موافقة يا عمو . ماقدرش أرفض لحضرتك طلب .

أطبق آسر عينيه فى غضب زاما شفتيه فهو يعلم أنها وافقت فقط نكاية به . و أنه لن يذوق للراحة طعما بعد الآن .

بعد الغداء جلست العائلة يحتسون الشاى و يتحدث الحاج حمدى مع ابنه بخصوص الشغل فتدخلت سناء بحنق قائلة : ما كفاية كلام ف الشغل بقا يا جماعة.. حسسونا انكوا معانا كده.
تنهد الحاج حمدى قائلا برضا : حاااضر ، ناولينى بقا كوباية الشاى دى... تسلم ايدك .
التفت آسر لمروان يربت على فخذه قائلا : ايه اخبار الكلية معاك ؟
- كله تمام.....
و أخذا الاخوة يتحدثان بينما نهضت ريم و كارين لتجلسان فى الحديقة ، نهضت خلفهما لوچى و أمسكت بيد كارين . رفع آسر حاجبيه فى دهشة من هذا الحب المفاجىء قائلا فى نفسه " ربنا يستر و ما تجننليش البت "
فى المساء ، كانت كارين قابعة بغرفتها تقوم بالبحث عن مراجع لرسالتها على الانترنت حين سمعت طرقا على الباب.
نهضت لتفتح إذ تجد أمامها ذاك الصنم المتحرك ، رفعت حاجبها تطالعه بكبرياء : فيه خدمة أقدر أقدمهالك ؟
لوى آسر شفتيه فى حنق و مد لها يده حاملا ملفا فتناولته تقلبه بيديها متسائلة: ايه ده؟
رد بسماجة : افتحيه و انتى تعرفى .
ثم برطم بخفوت " ده اذا كنتى بتفهمى فى شغلك اصلا "
كارين : بتقول حاجة ؟
هز رأسه نافيا يبتسم بسخرية فردت له الابتسامة ذاتها و هى تقلب الأوراق ثم قالت : آه ده design brief
آسر : الله ينور عليكى ، ده ال design brief اللى كان عامله المصمم اللى مشى هتلاقى فيه كل الداتا عن التصميمات اللى كانت مطلوبة منه و مش محتاج أعرفك انك لازم تقدمى لنا design brief تانى بأفكارك انتى قبل ما تحطى التصاميم .
ردت كارين ببرود : حاضر . اى خدمة تانى ؟
همهم آسر ساخرا و التفت ليغادر قبل أن توقفه
- آه صحيح .. ممكن اعرف رفدت المصمم اللى قبلى ليه ؟
التفت لها قائلا بنبرة تحذير : علشان غلط.. هاه غلط .
اعتلى ثغرها ايماءة استخفاف و لم تهتز لوقع كلماته بل زادتها عندا و غيظا و ما ان أدار ظهره حتى دخلت غرفتها و صفقت الباب من خلفه .. عض على شفته السفلى و هز رأه استنكارا ثم غادر .

كومنت + تصويت =🌹

الوجه الآخر للذئب(الجزأين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن