٧- حضن مع ايقاف التنفيذ 😉

14.4K 411 13
                                    

وصلت كارين المنزل مع أحد السائقين بينما ظل آسر فى الشركة . استقبلتها ريم التى استحالت ملامحها إلى القلق :
- كارين ، مالك ، وشك أصفر كده ليه ؟
- ماتقلقيش ، تعبت بس شوية من اللف ف المصانع و كده .
- امم ، طب اقعدى ارتاحى شوية .
- لا أنا هطلع آخد شاور و أنام شوية .
- ايه ده يعنى مش هتيجى معانا ؟
- آجى معاكوا فين ؟
- أنا و ماما رايحين نحضر فرح واحدة صحبتى ، قولنا تيجى معانا تغيرى جو و تشوفى الافراح المصرية على حق ههههه.
- ههه ، لا لا مش هقدر خااالص ، روحو انتوا و انبسطوا و صوريلي الفرح اشوفه لما ترجعوا .
- أوكى.

صعدت كارين إلى غرفتها و ألقت بحقيبتها على احدى المقاعد و خلعت حذائها و نحته جانبا و أخذت بيجامة من الدولاب مؤلفة من قطعتين الجزء العلوى تيشرت باللون الأبيض و قد كتب عليها بعض الكلمات الانجليزية و بنطال باللون الرمادى ينتهى باسوارة على أنكل الساق و دلفت إلى الحمام و أخذت حماما ساخنا ثم استلقت على سريرها الوثير لتنعم بقسطا من الراحة بعد عذاب هذا اليوم الطويل.

استفاقت كارين بغتة من نومها و نهضت جالسة فى ذعر كمن رأى كابوسا ، ترتعد أوصالها ، تهتز عضلة صدرها اليسرى بعنف من شدة ضرب دقات قلبها ، يجوبها الغثيان مصاحبا اضطرابا فى الجهاز الهضمي ، تشعر بالاختناق و ضيق التنفس .

نهضت عن السرير فى هلع تجوب حوله واضعة يدها على قلبها الذى تدور به ملحمة عنيفة لا تدرى ماذا تفعل " أعمل ايه ؟ .. هنادى ع طنط أو ريم ... أوووف نسيت دول خرجوا.. كب أروح أخبط ع مروان .. أيوا..

خرجت من حجرتها مهرولة تتجه نحو غرفة مروان تطرق الباب بفزع و يديها تحومان فى سرعة بين جبهتها و صدرها .. تلف نفسها بذراعيها تحرك يديها عليهما فى حركات احتكاكية لتدفئها .. لم يفتح الباب ، أخذت تدقه بعنف.. تدب قدميها بالأرض روعا .. تنتحب بصوت متقطع لكن أحدا لم يظهر من ذاك الباب الموصد .

فى هذه الأثناء ، كان آسر صاعدا الدرج فوقعت أنظاره عليها " مالها المجنونة دى .. بتعمل كده ليه "
رفع المفاتيح بيده فى الهواء لتسقط بها مرة أخرى ثم وضعها فى جيب سرواله . سمعت كارين صوت تلك المفاتيح فالتفتت خلفها لتجد آسر على بعد خطوات منها .. ركضت نحوه ذعرا تحاوطه بذراعيها يتشبث كفاها الصغيران بظهره العريض و رأسها مستلقيا على صدره تنتحب بصوت يتقطعه شهقات متتالية .
عبس آسر مصدوما من الموقف.. لم يتحرك له ساكنا سوة قلبه ، علا صوت دقاته الرعد و كأنما صعقته صدمات كهربائية جعلته ينبض بعد أن توقف .. و لم ينبس ببنت شفه ، أخذت كارين تتمتم : أرجوك أرجوك .. حاسة إنى بموت.. بتخنق .. اتصرف ارجوك

التقط آسر سبب حالتها مستشعرا بقلبه خفقان قلبها الجنونى .. نعم انها تلك الحالة التى درستها فى كلية الطب منذ سبع سنوات مضت و قمت بتشخيصها حوالى خمس مرات أثناء فترة عملى بالمستشفى .. انها تلك الحالة التى يشعر فيها المريض بوجود الملك عزرائيل حوله فى كل مكان و أنه قد حان أوانه .. يعلم العلاج جيدا و أول شىء به هو جعل المريض يشعر بالأمان .. فأمسك بيديها المتشبثتين به و أنزلها عنه لترفع رأسها فتواجه عينيه العميقتين .. عينين لا قاع لهما قائلا :
اهدى ، ماتخافيش.. مش هيحصلك أى حاجة ، تعالى معايا .

الوجه الآخر للذئب(الجزأين) Where stories live. Discover now