4- الموكوسة

176K 11.1K 3.8K
                                    

وضعت الزجاجة أمامها على المكتب وسحبت الكرسي لتجلس عليه ثم بدأت بالتحديق إلى الزجاجة بتيه، كانت تتذبذب ما بين رغبتها بالسفر أخيرًا وخوفها من استخدام هذا العمل،

لكنها تذكرت أن العمل نجح بإبعاد العريس والعمل الآخر أعادها إلى شكلها الطبيعي، مما يعني أن هذه الساحرة جيدة فيما تفعله!

كانت قد قررت أخيرًا خوض التجربة وتجرع ذلك السائل لكنها نهضت إلى المرحاض لتستحم وتهندم من نفسها؛ فإن كانت ستسافر فيجب عليها أن تسافر بمظهر جيد.

التقطت من خزانتها تنورة سوداء طويلة لكنها مريحة وسترة بيضاء شيفونية في وسطها حزام ذهبي ومن ثم فإنها تحركت لتمشط شعرها البني المموج متوسط الطول أمام المرآة،

لم تكن من هواة مساحيق التجميل لكنها وجدت ملمع شفاة بلونٍ هادئ على تسريحتها فقررت الوضع منه،

وهكذا هي أصبحت مستعدة.

وضعت هاتفها المحمول في حقيبتها ووضعت بعض النقود وجواز سفرها والعمل الآخر الخاص بالزواج ومن ثم فإنها أمسكت بالزجاجة وتجرعتها دفعة واحدة،

نظرت حولها فلم يحدث شيء، بدأت تتململ في مكانها وهي تنتظر لأي شيء أن يحدث لكن شيئًا لم يحدث

نادت عليها والدتها فتذمرت وهي تصيح " حاضر جاية، بايني مش هخلص من البيت ده أبد... " لم تكد تكمل جملتها حتى شعرت بضوء شديد يضيء في وجهها جاعلًا منها تغمض عينيها بفرح بعدما أدركت أن العمل قد بدأ مفعوله

بدأت تسمع أصوات غريبة حولها فتوسعت ابتسامتها بمكر ثم صاحت " هلا لندن. "

خفت الضوء فجأة لتجد نفسها في وسط منطقة صحرواية لا صريخ فيها ولا حياة

" احيه ! أنا روحت الصومال ولا إيه !! " همست بنبرة باكية وهي تنظر حولها لكن عينيها وقعت على الأهرامات فتنفست الصعداء لكنها سرعان ما صرخت

 " يعني أنا ماكنتش قادرة أركب أوتوبيس وأجي الهرم !! "

" طب وربنا لأروحلك يا ساحرة الكلاب إنتي، " توعدت وتحركت بصعوبة على الرمال حتى وصلت إلى جانب الهرم الأكبر واستندت على إحدى أحجاره لتلتقط أنفاسها لكن سرعان ما نظرت إلى أبو الهول

ضيقت عينيها إلى أنفه وتمتمت باستغراب " أنت مش مناخيرك اتكسرت في الحملة الفرنسية يا ابني ؟ هما رمموه ولا إيه !! "

وجدت رجل بملابس غريبة بدت من القرن السادس عشر يتقدم منها لكنها نظرت له بسخرية وهمهمت " بيصوروا فيلم ولا إيه ! "

كان الرجل ينظر نحوها باستغراب وسرعان ما سأل بلغة عربية فصحى " من أنتِ ؟ "

" أنت مال أهلك أمشي ياض من هنا، مش معنى إنك ممثل إني هديك رقمي ! "

1622حيث تعيش القصص. اكتشف الآن