28- رجلٌ جديد

160K 8.3K 3K
                                    

كان في الحديقة عاري الصدر، يرتدي بنطال قطني مريح وأمامه رجل يرتدي نفس الملابس تقريبًا عدى أن جسد ذلك الرجل ضخم ومليء بالعضلات، كيف لا وهو أمهر مبارز في الجيش ولذلك يستعين به محمد للتدرب على المبارزة.

كلاهما ممسكًا بسيفه وبديا على وشك بدأ مبارزة بالسيوف حينما خرجت هي لتقف في الشرفة لتراهما

" جلالتك متأكد بأنه من الآمن التبارز بدون سترات واقية مرة أخرى ؟ " قال يوسف وهو يحك عنقه؛ فبآخر مرة فعلا هذا الأمر، انتهت المبارزة بينهما بجرحٍ عميق على كتفه وبجرحين سطحيين على صدر محمد وذراعه

" هيا لا تكن جبان ! الجو حار بشدة وأنا لا أطيق ملابسي ! " ضحك محمد فانتبهت لهما أكثر وسرعان ما بدأ القتال

كلاهما محترفان بشكلٍ كبير ! لكن على حين غرة كان يوسف سينال منه عندما انتبه محمد على تحديقها لهما من النافذة وتشتت قليلًا

صك على فكه بغضب .. في كل مرة تظهر بها أمامه تحدث كارثة !!

حاول تجاهل عينيها المعلقة عليهما وإكمال المبارزة لكنه توقف فجأة ونظر نحو يوسف عاري الصدر ثم رجع بعينيه إلى عائشة التي ما زالت تراقب بشغف !!

" ارتدي ملابسك يوسف .. " قال وهو يمسح بعض العرق المتكون تحت عينيه فعقد يوسف حاجبيه " لكن جلالتك .. إن الجو حار بالفعل ! "

" ارتدي ملابسك يوسف لن أعيد كلامي ! " زمجر فتحرك يوسف ليلتقط سترته ليرتديها على عجل بينما رفع محمد رأسه لينظر إلى عائشة وأشار لها بالدخول وعدم النظر،

لكنها تجاهلت إشاراته وبقيت تشاهد، عندما يعود ستخبره بأنها لم تفهم ما الذي كان يريده

تجهم وجهه وأشار لها بالدخول بغيظ فرفعت يديها ولوحت له وهي تضحك، سيفقد عقله بعد قليل !!

" يا غبية .. " همس من تحت أسنانه وهو يراها تلوح له بطفولية من الشرفة لكنه سرعان ما وجد يوسف أمامه مرة أخرى بكامل ملابسه ورفع سيفه ليهمهم " نكمل جلالتك ؟ "

أومأ وعاد ليكمل لكنه لم يكن منتبهًا بالشكل الكافي، فعيناه تزوغ مرة تلو الأخرى ناحية الشرفة التي تطل منها هي حتى انتبه يوسف لذلك ورفع رأسه ليرى ما الذي ينظر له محمد باشا فاصطدمت عينيه بعائشة وحينها وجد محمد يرفع يديه ويمسك برأسه ليديرها نحوه " ركز هنا. "

" عفوًا جلالتك .. " حمحم وعادا للقتال من جديد لكن محمد وجد يوسف يرفع عينيه مرة أخرى نحو الشرفة فرفع يده بالسيف وجرحه جرحًا سطحيًا على ذراعه عمدًا

تآوه يوسف ووضع يده على ذراعه الذي جُرح للتو من سيف محمد ليجد محمد يدفعه في كتفه " لم تكن منتبهًا وهذا جزائك !! "

" أعتذر جلالتك، " قال فاهمًا تلميحه ليدرك فورًا أن الواقفة في الشرفة هي إحدى حريم الوالي .. وهو لم يحبذ أبدًا أن يطيل أحدهم النظر لحريمه

1622Where stories live. Discover now