18- هي كإنسان

157K 10.9K 1.8K
                                    

دخلت إلى جناحه هذه المرة مع علمها تمامًا بأنه من أخبر أمه بأن ترسلها له لكنها وجدته يمثل المفاجأة مرة أخرى

" أنتِ ثانيةً ! "

رفعت حاجبها الأيمن بمكر وأجابت بطريقة لعوبة " تخيل ! "

رمقها بأعين ضيقة ثم حمحم وهو يعدل من ياقة ثوبه القرمزي المطرز بالنقوشات الذهبية " جيد، كنت أريدكِ بخصوص برستيجي. "

أصفر وجهها وراقبته يتحرك ليجلس على الأريكة ويطالعها بأعين غاضبة " كيف سولت لكِ نفسكِ الهرب من منزلكِ لأجل رجل ؟! "

أخفضت رأسها ولم تجيب فأكمل " لم أتصوركِ هكذا ! خيبتِ ظني بكِ كثيرًا ! "

كانت قد بدأت تشعر بالغضب لكونها تعرف أن كلامه صحيح لكنها لم تمتلك أي فرصة للدفاع عن نفسها وإلا ستكون كاذبة ولن يثق بأي كلمة ستقولها له مستقبلًا،

نهض ليقف أمامها ليكمل بانفعال " هل فكرتِ حتى فيما كان سيحدث لكِ ؟ أيتها الغبية الحمقاء، كنتِ لتصبحي كقطعة اللحم المكشوفة التي سينهش فيها كلاب الشوارع ! "

" ولأجل رجل !! " صرخ فجأة فانتفضت بخوف وتراجعت خطوتين للخلف

" وليس أي رجل، رجل وغد ولعين، ما اللعنة التي كانت في رأسكِ؟ " أكمل صراخه ثم رمقها بغضب وزفر بضيق وهو يسحب خصلات شعره للخلف،

ثم أكمل لكن بنبرة هادئة " هل فكرتِ حتى في والديكِ ؟ أم أنكِ كنتِ أنانية كفاية لكي تفكري في نفسكِ فقط وتهربي دون إعطاء أي إعتبارٍ لهم ؟ "

بدأ كلامه يؤثر بها؛ فإن لم تكن قد هربت مع برستيجي فهي قد هربت فعلًا وتركت والديها، كانت أنانية تمامًا مثلما قال محمد،

" الله أعلم ما الذي يحدث لهما الآن، ألا تفكرين في كيف أن أمكِ وأبيكِ يبحثان كالمجنونين عنكِ الآن ؟! ولو ظننتِ بأن ذلك سيجعلني أترككِ فلا لن يحدث ! لأنكِ من تسببتِ بهذا لنفسكِ كما أنكِ لستِ حرة بعد الآن، كنتِ حرة سابقًا لكنكِ من مشيتِ إلى حياة العبودية بقدميكِ عندما هربتِ من منزلكِ وهذا أقل عقاب لكِ. "

رفعت يدها لتمسح عن عينيها بعض الدموع دون أن تفتح فمها بحرف، بل أخفضت رأسها لتتجنب النظر له

" لقد هربتِ من ملاذك الآمن في وسط والديكِ، غبية ! ألا تعلمين أنهما سندكِ الوحيد بتلك الحياة ؟ انظري إلى نفسكِ الآن بدونهما .. جارية لدي ! هل كان سيصبح الوضع هكذا لو لم تهربي ؟ "

" وأين برستيجكِ الآن ؟ أين هو حقًا ؟ ليس له وجود ! أتعلمين لماذا ؟ لأن من تتخلى عن أبويها لأجل رجل سيتخلى عنها الجميع حتى هو نفسه. "

بدأت تبكي أكثر ووجنتيها توردتان لكنه رمقها بضيق وهمهم " يمكنكِ النوم على السرير بمفردكِ، أنا سأنام على الأريكة، وحتى تشرق الشمس ونجد برستيجي اللعين هذا لا تحادثينني يا هاربة. "

1622Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang