49- النهاية

195K 12.2K 6.8K
                                    

استيقظت في اليوم التالي بابتسامة مشرقة ماكرة على محياها، اليوم ... اليوم هي ستسود حياة محمد باشا البستانجي إلى الأبد!

من فرط الحماس تكاد لا تنتظر لكي يتم الزفاف بل ترغب بالذهاب إليه وجر قدمه نحو شجار آخر الآن لكن الوصيفات اللاتي اقتحمن غرفتها ليبدأن بتجهيزها لم يعطينها فرصة فاستسلمت لكونها ستتشاجر معه لكن بالمساء.

لم تتصور أنها لن تشعر بالوقت هكذا وبأن خمسة ساعات قد مروا لتجد نفسها متجهزة تمامًا وبجانبها نورة وإيزابيلا وجورنال وبكيزة جميعهن في أبهى حلة أيضًا

أمالت عليها نورة وهمست بخبث " ابتسامتك هتشق وشك ياختي، متأكدة إنك هتنكدي عليه؟! "

" أنا فرحانة عشان هنكد عليه .. " همست الأخرى لها فسخرت منها نورة " والله! " لتؤكد لها الأخرى وهي تنهض لتمسك بفستانها مستعدة للخروج " هتشوفي على فكرة. ".

ترجلت إلى الخارج، حيث سيقبع كل شيء .. لم يكن الأمر مبهرج كثيرًا بل فقط الكثير من الطاولات والزينة والورود منتشرة في كل مكان .. موسيقى؟ لا .. لا يوجد موسيقى

كان حفل الزفاف عبارة عن عقد الشيخ لقرانهما أمام الجميع ثم إضافة المعازيم بأفخر أنواع الطعام .. كما أن الطعام يُوزع على الفقراء والمساكين في أرجاء المحروسة منذ فجر اليوم

هل يرى أي شخصٍ وجهها؟ الإجابة لا .. محمد أمر بإدلاء شال شفاف على وجهها لكي لا يرها أحدهم متزينة .. لكن ملامحها كانت ظاهرة بوضوح إن اقتربت منها

كان يقف هو بحزم مرتديًا أفخم الثياب الملكية التي تكونت من ثوب أسود منقوش باللون الذهبي وعلى رأسه قبع تاجه الذهبي أيضًا، محمد هذب شعره ولحيته ولم يحتج أكثر من هذا ليبدو فاتنًا تمامًا

كان يقف خلفه المأذون الشرعي وعلى الجهة الأخرى وقف عمر يربت على كتفه من الخلف بابتسامة واسعة حتى ظهرت، بفستانها الأبيض الذي جعلتهم يحيكونه لها مخصوص، ولا يعلم من أين استخرجت تصميمًا كذلك .. لكن .. هي عائشة! ليس من الصعب عليها اختراع شيء

كان يحاول البقاء ثابتًا بقدر الإمكان لكن عينيه مرت على كل إنشٍ بها، كم بدت فائقة الجمال في نظره في تلك اللحظة ! وكأن لا أنثى جميلة غيرها، بينما هي قد تناست كل شيء بشأن توعدها له

نمت ابتسامة جانبية على وجهه عندما تلاحمت أعينهما حتى وصلت أخيرًا لتقف أمامه، حدقت إلى زرقاوتيه بسعادة فتوسعت ابتسامته أكثر، فوجئت به يميل عليها ليهمس في أذنها " سأنام على الأرض بجانبكِ. "

ضحكت بخفة وأخفضت رأسها بخجل دون أن تجيبه فقاطع لحظتهما تلك صوت المأذون " إذًا، نبدأ ببركة الله تعالى ؟ "

أومأ كلاهما بسرعة فهربت ضحكة خافتة من محمد بينما ينظر لها وهو يقضم شفتيه في حين قهقهت باحراج وتحركا ليجلسا أمام بعضهما على الطاولة والمأذون في المنتصف

1622Where stories live. Discover now