25-هلاك

154K 8.4K 3K
                                    

أستيقظ محمد وجلس على السرير يمسح عينيه بنعاس وهو يتثائب ثم نظر بجانبه نحو تلك النائمة بهدوء كطفلٍ صغير، امتدت يده ليزيح الخصلة البنية الواقعة على وجهها وتأمل ملامحها قليلًا ثم ابتسم بسخرية وهو يدحرج عينيه بعيدًا لكنه عاد لينظر لها من جديد .. من يراها هكذا سيظنها ملاكٌ نائم !!

مرر عينيه عليها من أعلى إلى أسفل ثم ابتسم بيأس، تنتقي الفساتين المحتشمة من ضمن جميع الفساتين التي جلبها لها .. على عكس باقي الجواري اللاتي ينتقون الثياب المفتوحة كمحاولة في إغرائه ..

أحيانًا لا يستطيع فهم كيف يمكنها أن تتصرف كملاك وكشيطان في نفس الوقت ! كيف تجمع بين هاذين المتضادين في عقلٍ وجسدٍ واحدٍ هو لا يستطيع الاستيعاب !!

غفت بالأمس وهو يقرأ لها من كتاب عمر السخيف، ما زال يتذكر كيف انغلقت عينيها ببطء رغمًا عنها عندما كانت تضع رأسها على الوسادة بطفولية وتستمع له بتركيز أثناء كفاحها لإبقاء عينيها عليه، هذه اللحظة لن تُمحى من عقله قط لأنها كانت ألطف شيء قد رآه في حياته.

ابتسم بخفة من جديد ثم سخر بداخل عقله " ما زلتِ شيطانة. " وسرعان ما نهض ليدخل إلى المرحاض.

عاد ليجدها قد استيقظت وتجلس على السرير بنعاس وفور وقوع نظرها عليه همست بصوتٍ مبحوح من أثار النعاس " صباح الخير يا محمد. "

" صباح الخير، استيقظي، إنها الجمعة .. أمي تحب التواجد في الحرملك يوم الجمعة بعد الصلاة لتتناول الطعام برفقة الفتيات ثم يبدأن بالرقص والمغنى وتلك الأشياء، بالتأكيد ستريدكِ، " قال وهو يصفف شعره أمام المرآة فعقدت حاجبيها

" وأنت هتعمل إيه ؟ "

" سأذهب لتناول الإفطار مع عمر وبعدها سنذهب لصلاة الجمعة وسأقضي باقي اليوم معه. "

" هو أنت متضايق مني ؟ " فاجئته بسؤالها هذا فاستدار وشبك يديه أمام صدره ثم أمال برأسه باستغراب واستفهم " لماذا تظنين هذا ؟ "

" مش عارفة، حاساك متغير .. " أجابت فنفى برأسه واقترب ليجلس أمامها ورسم ابتسامة على وجهه فظهرت غمازتيه

" لا لست متضايق يا حلوتي، " همس وهو يضع يده على يدها ثم رفعها ليضع قبلة على باطن يدها وهو ينظر إلى عينيها وأكمل

" هل فعلتِ شيئًا قد يجعلني حزينٌ ؟! "

ابتلعت لعابها ونفت برأسها فضحك عاليًا ورفع كتفيه " إذًا لماذا سأتضايق؟! "

أومأت ونهضت لتقول " طيب ماشي، أنا كمان هتوضى وكده وبعدين هروح لجورنال هانم. ".

كان جالسًا في الغرفة المخصصة لتناول الطعام والتي بها مائدة كبيرة والتي كان يترأسها محمد وعمر قابعٌ على الكرسي بجانبه من الجهة اليسرى، يتناولان الإفطار سويًا والآخر مازال يثرثر بكلامه الساخر عن وليد وأمه وأبيه، 

1622Where stories live. Discover now