33- غبية

131K 8.8K 1.4K
                                    

في اليوم التالي كان جالسًا أمام مكتبه، ويديه تتفحص أشلاء هاتف عائشة مرة أخرى، كل شيء يبدو معقدًا بداخله بصورة كبيرة، ولم يسبق له أن رأى شيئًا مماثلًا،

ولهجتها الغريبة التي لم يسمع بها قط وهو الذي قابل أناسي من معظم البلدان، مصطلحاتها المعقدة وكلامها الذي لم يكن يفهمه ولم يمر عليه من قبل، قولها دائمًا بأنها تريد وضع اسمها في كتب التاريخ ..

قاطع تفكيره سماعه لطرقٍ على الباب فصاح " ادخل. " ليجد دولت تدخل وهي تحني له رأسها وفي يدها ما قد أمرها بجلبه

" جلالتك، هذه هي الملابس التي قد جائت بها عائشة أول مرة إلى ذلك القصر، " قالت دون أن ترفع عينيها إليه فأومأ لها وأشار بيديه بصمت أن تضعهم على الأريكة وتخرج،

انسحبت دولت بهدوء فنهض بوجهٍ متجهم إلى الملابس، التقط أول شيء، كانت تنورة سوداء مُحاكة بعناية، ويوجد على وسطها مطاط يضيق ويتسع ..

مد يده إلى السترة البيضاء التي كانت من الدانتيل ومبطنة بطبقة قطنية بيضاء وبها حزام ذهبي في المنتصف، ذلك التصميم لم يره قط!

تفحصها أكثر ليجد قطعة قماش صغيرة مُخاطة في السترة من الداخل، ولقد كان مكتوبًا عليها نقوشات بلغة لم يفهمها لكنها على الأرجح حروف اللغة الإنجليزية،

تبقى شيءٌ واحدٌ في ملابسها، والذي فور أن التقطه أكتشف أنه حمالة صدر بيضاء، ولم يستطع عدم الابتسام رغم صعوبة الموقف الذي هو فيه،

تفحصها جيدًا أيضًا، وهو للمرة الثانية لم يرى شيئًا مماثلًا، ذلك التصميم من حمالات الصدر، لم يره قط!

كان في حيرة من أمره، حتى الرسمة المرسومة في الدفتر لوجهها كانت متقنة للغاية، ولا يوجد أي رسام يستطيع رسم صورة بنفس التفاصيل كتلك !

هو ليس بغبي ليتجاهل كل ما يراه لكنه ليس بمجنون ليصدق كلامها ! كلامها لا يصدقه عاقل !!

جلس على الأريكة يحك جبهته بضيق عندما وجد القط يقفز إلى جانبه، تبادلا النظرات لوهلة قبل أن يبتلع لعابه وينظر بعيدًا ليفكر من جديد.

في زنزانة مظلمة، يكاد يدخلها شعاع ضوء من الشموع الموجودة في الطرقة التي تؤدي إلى الزنزانة، كانت تجلس وهي تمسح عن عينيها بعض الدموع التي كانت تذرفهم منذ الأمس،

نظرت للطعام بجانبها، كان طعامًا كثيرًا، هي تعرف بأنه من أمر بهذا .. لكن، كيف يقول أنه يحبها ويرميها في مكانٍ كهذا ؟ يحبسها !

فكرت مرة أخرى وحمدت الإله أن كل ما فعله محمد معها هو حبسها، هي تعرف أن عقوبتها هي الإعدام، لكنه فقط وضعها في زنزانة بل وجعل أحد الحراس يجلب لها وسادة وطعام !

مازال طيب القلب رغم كل ما حدث بينهما.

التقطت أذنيها صوت أقدام قادمة من بعيد، ولقد ظنت أنه أحد الحراس حتى اصطدمت بزرقاوتيه تنظران إليها من خلف القضبان

1622Where stories live. Discover now