47- لأجل هتلر

146K 9.4K 2.6K
                                    

في اليوم التالي صباحًا وبعد أن قضت ليلتها في التفكير وهي تضع الزجاجة أمام عينيها على السرير وتنظر لها بتيه، لم تتحرك من وضعيتها هذه حتى سمعت طرقًا على الباب

ظنتها نورة فنهضت بهيئتها المبعثرة وشعرها الأشعث دون أن تكلف نفسها عناء غسل وجهها حتى

لكن فور فتحها للباب اصطدمت بمحمد الذي نظر لها من أعلى إلى أسفل وضحك " صباح الخير يا مُشَرَدة! "

رفعت يدها بسرعة لتلملم شعرها وهي تبتسم بتعب وأردفت " صباح الخير.. "

" ضعي وشاحًا وهيا معي سأريكِ شيء، " قال واستند على طرف الباب وراقبها تتحرك للداخل ثم عادت والوشاح على رأسها فتحركا سويًا للطابق العلوي لكنه وقف على الدرج وطلب منها

" اغمضي عيناكِ .."

" ليه؟! "

" فقط افعلي وتوقفي عن الثرثرة، " تذمر فقلبت عينيها ثم أغمضتهما مناصعةً له

" بس كده ممكن أقع!! " تذمرت هي الأخرى وهي تحرك يديها في الهواء لتجد يده تمسك بيدها وهمس " لن تقعي أبدًا، ستجدي يدي ممسكةً بكِ. "

ارتفعت ضربات قلبها كثيرًا وارتسمت ابتسامة على وجهها فابتسم هو الآخر وهو يتأملها مُغلقةً عينيها وتتحرك تبعًا له، سامحةً له بأن يقودها إلى حيث يريد.

وصلا إلى المكان المنشود فطلب منها أن تفتح عينيها ففتحتها بسرعة لكنها لم تجده أمامها، بل وجدت مكتبة كبيرة ممتلئة بالكتب عن آخرها، هذا كان الحرملك .. لقد رحل جميع الجواري، وتم إزالة السرائر وخزانات الثياب، وتم إعادة طلائها باللون السكري ثم ها هو الحرملك الواسع قد أصبح مكتبة ضخمة ..

" ما رأيكِ؟ " جاء صوته من خلفها فاستدارت له بأعين لامعة مترقرقة وكانت ستبكي من فرحتها فقهقه ومازحها " لا تبكي وإلا سأذهب لأشتري تسعة وعشرون جارية أخرى! " 

رفعت يدها ومسحت على عينيها وهي تضحك ثم نكزته في كتفه " هقتلك والله .. "

تجاهل ما قد قالت واقترب منها بشدة ثم أمال عليها لينظر في عينيها وهمس " سنأتي إلى هنا لنقرأ سويًا، لقد أمرت زيدان بإحضار نسخة من أي كتاب قد يجده، وفي مختلف التخصصات، حتى أنه جلب روايات سخيفة مثل روايات عمر. "

رفعت يدها لتلمس وجنته بضربات قلبٍ مرتفعة بشدة وابتسامة ممتنة على وجهها وهمست " بحبك. " لتجد شفتيه ترتفعان بابتسامة واسعة جعلت غمازتيه تنحفران على وجهه وأسنانه تظهر وعينيه تضيق فرحًا كالأطفال مع وجنتيه اللاتي تصبغن بحمرة لطيفة

" وأنا أيضًا .. مغرمٌ بكِ. "

على عكس المتوقع ارتسمت ملامح حزينة على وجهها وسحبت يدها بتردد وهي تبتلع الغصة في حلقها

" محمد، فيه موضوع عايزة أكلمك فيه، " قالت بتوتر فتلاشت ابتسامته وأومأ بصمت

" أنا لقيت طريقة أرجع بيها للمستقبل .. نورة معاها سائل سحري هيرجعنا زمننا تاني، بس أنا مش قادرة أسيبك... ممكن تيجي معايا؟ "

1622حيث تعيش القصص. اكتشف الآن