كانت قد استيقظت في اليوم التالي لتشعر فورًا بالصداع يفتك برأسها، اعتدلت في جلستها على السرير ونظرت يمينًا ويسارًا بوجهٍ ممتعض لتدرك بأن محمد قد استيقظ ورحل بالفعل فنهضت بتكاسل نحو المرحاض وهي تحاول تذكر ما حدث بالأمس لكن الألم في رأسها لا يساعدها وكل ما أدركته أن عمر اللعين أسقاها خمرًا.
عاد محمد مساءً ليجدها تجلس على مكتبه وتتجرع بعض العصير أثناء مذاكرتها لإحدى الكتب التي قد جلبها لها لكنها رفعت عينيها إليه فور دخوله وابتسمت فتحرك نحوها واستند على المكتب
" تذاكرين بجِدٍ، أحب هذا، " قال رافعًا إحدى حاجبيه بابتسامة جانبية ثم مد يده إلى جيب سترته وأخرج السلسلة التي كان قد جلبها من قبل ولم يعطها لها ووضعها أمامها على المكتب " هذه هديتكِ لكونكِ مجتهدة. "
التقطتها بفرح عندما تبينت ما هي ونهضت لتعطيه ظهرها وهي تردف " لبسهالي عشان إيدي لسه ماخفتش. "
أخذها منها ثم امتدت يده ليبعد بعض خصلات شعرها عن عنقها وألبسها إياها وهو يتعمد لمس عنقها بأنامله حتى انتهى فاستدارت بسرعة وهرولت نحو المرآة لتراها بابتسامة واسعة لكنها فوجئت به خلفها يحتضنها وهو يضع ذقنه على كتفها
" بالمناسبة، لو تتوقين لأن يتم تقبيلكِ إلى ذلك الحد فأنا متاح في أي وقت، " همس في أذنها أثناء غمزه لها من خلال المرآة فعقدت حاجبيها بدون فهم واستدارت له
" قصدك إيه ؟ " سألت فقهقه بخفة وهو يلمس أسفل شفتيه ببطء ثم أمال عليها ليهمس في أذنها " بالأمس كنتِ تتحرشين بي وبكيتِ لأجل قب ... بوسة، كنت تبكين وتترجينني لأجل بوسة ! "
جحظت عينيها وجف حلقها فورًا لتجده يكمل هامسًا " لم أعطيكِ لأنكِ كنتِ مخمورة وأنا أكره رائحة الخمر وأشعر بالغثيان منه، لكن ما دمتِ مستفيقة الآن فيمكنني إعطائكِ ما هو أكثر. "
حدقت إليه بنظراتٍ غاضبة وزمجرت " تصدق إنك قليل الأدب ! وعلى فكرة مافيش حاجة زي كده حصلت أساسًا !!! "
" قولي ما تريدين قوله لكن بالأمس بسببكِ أنا خضت ليلة سيئة لأنكِ كنتِ تتحرشين بي وتفعلين أشياء أخرى. "
احتقن وجهها بالدماء لكنها كانت تشكك في صحة ما يقوله لأنها لا تتذكر أي شيء لكن فور إكمال محمد " يمكنني تقبيلكِ قبل موتكِ ! تعلمين الفرصة متاحة ! "
الآن هي قد عرفت أن ما يقوله قد حدث حقًا؛ لأن تلك الفكرة تراودها دومًا بأنها ستموت قبل أن تحصل على قبلتها الأولى، وهذا جعلها تشعر بالخزي كثيرًا ولم تجد شيئًا لتدافع به عن نفسها سوى الإنكار والهجوم عليه
" أنت كداب وأنا مستحيل أفكر في حاجة زي كده أو أعمل حاجة قليلة الأدب زي دي حتى لو كنت سكرانة!! " صرخت في وجهه فضحك بخفة وحك عنقه ليجيبها

YOU ARE READING
1622
Humorنظر لها بقرف ثم صاح " يا لكِ من زنديقة !! " فوضعت يديها في خصرها وسخرت " بقى أنا زنديقة يا بتاع آمان يا لالالي !! " . عائشة جمال فتاة مصرية في السنة الأخيرة من كلية الحقوق تحدث لها حادثة مجهولة وتؤدي بها إلى الرجوع بالزمن إلى سنة 1622 م وتتوالى...