13- برجٌ موازي وديناصور

179K 11.1K 1.3K
                                    

استيقظت عائشة على صوت ضوضاء كثيرة قادمة من خارج القصر، بدى كصوت مظاهرات.

نهضت بسرعة عن سريرها الذي قبع في جناحها الصغير الذي انتقلت إليه مؤخرًا والذي يمتلك بابين، باب للخروج وباب لجناح محمد باشا، وشرفة وسرير وخزانة وطاولة وأريكة، كان أكثر من رائع بالنسبة لها، وعلى الأقل هي قد تخلصت من أعين الجواري المراقبة لها.

توجهت نحو الشرفة لتقع عينيها على حشدٍ كبير من الناس المتجمهرين أمام بوابة القصر من الخارج والحراس أمامهم يمنعونهم من التقدم خطوة واحدة

" مصر أبية، مصر غنية عندما ترحل العثمانية، " صاح أحد الرجال في مقدمتهم وتبعه الناس من خلفه مرددون نفس الشيء

" لا لا لزيادة الضرائب، " صاح نفس الرجل وتبعه الآخرون،

تجهم وجهها ونظرت بجانبها لتجد محمد يقف بشرفته ويتابع بعينيه قبل أن يزمجر " أوغاد. " ثم دخل إلى حجرته

تجعدت ملامح وجهها ودخلت نحو غرفتها ثم طرقت على باب غرفته فجاءها صوته سامحًا لها بالدخول،

وقفت أمامه لتسأل " الناس دي بتتظاهر ليه ؟ "

" يعترضون على زيادة الضرائب ! " قال وهو يفتح خزانته

" وأنت بتزود الضرائب ليه إن شاء الله يعني !! " سألت بضيق ووقفت بجانبه فأجاب بلا مبالاة " خزينة الدولة العثمانية تحتاج للنقود لأجل الفتوحات. "

" يا صلاة النبي ! تقوم تغلي الضرايب على الناس وتسيبهم يسفوا التراب !! "

لم يعر كلامها اهتمامًا حتى أكملت " أنت حرامي يا محمد ؟ "

نظر لها بأعين متوسعة فأكملت " ما إحنا بنقول على الحكومة حرامية لما بيعملوا كده، أنت كمان بتعمل كده ! مافيش رحمة ؟ مافيش إنسانية ؟ حرام عليكم يا ولاد ال... احم .. " تراجعت عن الشتيمة عندما وجدته يحدق إليها بغضب

" لا دخل لكِ بكل هذا، أنتِ جارية، اهتمي بشئون الجواري .. " 

ثم نظر لها من أعلى إلى أسفل وسخر " على الأقل رتبي شعركِ الذي يبدو مثل شعر غوريلا قد استيقظت للتو وضعي بعض مساحيق التجميل وتعالي لتدللينني ! "

رفعت يدها لتمسك بشعرها فورًا وترتبه بسرعة ثم نظرت له بضيق لتزمجر " على فكرة حرام عليك، ربنا هيحاسبك على الي أنت بتعمله في الناس ! "

نظر لها بطرف عينه ثم رجع نحو الخزانة وأخرج ثوبًا أسود أخيرًا ليقرر ارتدائه

" خفف الضرايب يا محمد بعد إذنك ! الناس بيلعنوا سلسفين أبوك برا ! " قالت بقليل من الغضب لكنه تجاهلها وخلع سترته فجأة دون أن يعيرها اهتمام لكنها صرخت فجأة " يا قليل الأدب !! "

ضحك عندما أغمضت عينيها واستدارت لتعطيه ظهرها في حين صاح هو " يمكنكِ النظر، لقد انتهيت من ارتداء ملابسي ! "

1622Donde viven las historias. Descúbrelo ahora