حوافُ صورٌ حادة <٢٨>

3.6K 100 226
                                    

_ بسم اللّٰه الرحمن الرحِيم 🥀
<آسفة على التفاصيلِ الجريئة المُبطنة في الفصلِ.. لكنها لمُجرد توضيح طبيعة علاقتهما>

الخِداع صِفة بشرية دنى بها كُل شخص عن الآخر

فهناكَ من يخدع نفسه بالإيهام، وهُناك من يخدع غيره في سوءِ إحتمال أو ظُلم.. وفي الحالتين حامل تلكَ الصفة دميم.

بالنسبةِ لچون سانتيغو، كان يَخدع نفسه بأنه ليس غاضباً مِما سمع.. لربما السُخط لأجل التنازلات التِي قررها بينه وبين ذاته اللعينة هو أقرب وصف إليه.. عله يعيد لون وجهه أمام مرآته

فكرة أن المرأة الوحيدة التي تستحق منهُ أحسن وجوهه تعرضت لذلك الظُلم منه، جعلت حواسه تتساقط لوهلة، وهو لا يُحب سوى تجليل نفسه بالصفاتِ الحميدة، من الجمالِ والصحة.

كان من المُمكن أن يتظاهر بعدمِ الإكتراث كما أعتاد، وهي مع العنفِ أو بدونه، أو حتى دون التطرق للحقائق ستظل أسفل جناحه العاشق مُندثِرة، لكن الجانب الآخر منه، رفض ذلك المنطق.. المنطق الغير مَقبول ولا حتى العقلاني.. على الأقل معها.. هي تستحق بشكلٍ أو بآخر أن يُعاقب نفسه.. حتى لو أضطر أن يعيش نفس الشعور طواعية منهُ..

في يدهِ الغليظة وحول أنامله القاسية قبعت عُلبة حبوب منع الحمل الزجاجية التي أراد تحطيمها فوق رأسها، وظهرت مشاعره السوداوية في نظراته الحادة والحارقة ..

بالنسبةِ لها كان الموقف مُعتاد، على النقيضِ توقعت أن يضربها أو يهينها بسبب نظراته الداكنة والمُعتمة..

وبرغمِ نفوذه وسيطرته، كان يشعر بصعوبة بالغة لأجل إخراج تلكَ الحروف التي يبتغيها، وبالفعل لمْ تَخرج برغمِ تحطيمه للحاجز بينهما، وإنحناءه مُقبلاً رأسها بإعتذارٍ لن يمسسه ثغره.

لكن ما أثار ذهولها الفعليّ، كان وضعهُ للعلبة في كفها الضئيل:

"ما ... هذا ؟"

قالتها بإحتراسٍ خائف ثمَ ضمت كفوفها لصدرها بعدما جلس، وشعرت أن الرجل أمامها لم يكن مَعروف.. كان مجهول المِعدن معلوم الهيئة فقط:

"بعد التفكير في الأمرِ، لا يجب أن يكون هناك طفلاً بيننا يا سيڤار، لذا يُمكننا أن نجد حل مُناسب سوياً"

أعلن ثم صمت وحارب الطعم الصدأ في فمهِ

لكن أعينه، كانت مُظلمة، ظلامٌ لا يشمل الرغبة على النقيضِ تماماً كان شعور أشد لذاعة أصاب ثقتها في مقتلٍ وأوقد بها لهيب الخوف والفَزع

"لكنني أقسم، لمْ أكن آخذها يا چون أنا.."

قاطعها بمرارة:

"كلامي يُنفذ، ستأخذيها من اليومِ فصعداً، حسناً يا سيڤار ؟"

غاصت أعينها في العلبة ودندنت بإنكسارٍ:

سيڤارKde žijí příběhy. Začni objevovat