شُعور لهَا وحدها <١٦>

5.6K 141 211
                                    

- بسم الله الرحمن الرحيم ☘️

' لأنكَ السبب الوحِيد الذي جعلني على قيد الحياه، ولأنك من أنقذني كثيراً من الهلاك، لأنكَ كنتَ ظلامي في النور، وضعفي في أشد لحظات قوتي، لازلتُ على أستعداد تام لأهبك حياتي، لكنني لا أستطيع التظاهر وكأن شخصك لم يجرحني عدة مرات '

خطت صوفيا في مذكراتها بأنامل مُرتجفه وأعين حزينه

ثمَ ببساطه تابعت السير بقلمها على منهج أحزانها، بتريثٍ ومهل

' لأنكَ هلاكي، ولأنك حبي الوحيد، لأنك أول من لامس جسدي، وآخر من لامس قلبي، لأنك الوحيد الذي ادرتُ لهُ ظهري وندمتُ، والوحيد الذي أدار لي ظهره .. ومتُ '

رفعت عيناها للنافذه ثم نهضت من فوقِ الفراش، وأقتربت منها لتفتحها

" فسأرحل في النهايه، لأنكَ هذا الهواء لي، ولأنكَ ضوء الصباحِ، لأنك جنوني ولوثتي "

دخلت صوفيا الشرفه ورفعت أذرعها للهواء بحريه، ولأول مره تنفست بلا قيود أو شروط، تنفست بإشتياق للحُريه، أشتياقاً لكرامتها ولكل الأشياء التي أخذها أندرو منها منذ اللحظه الآولى في حبهِ.

فـ-لطالما كان حبه مؤلم، وبُعده فراغ

لمساته نعيم لكنه رجِيم

لا مهرب منه في داخلها ، ولا في عالمها ولا حتى في وجودها ، فهو دوماً يطاردها بطيفِ الألم والوجع، طيفِ وجوده!

سمعت صوت الباب من خلفها ، قبل أن يدخل ويجلس على الأرض

شعرت بهِ يعود ليحيا داخلها وكأنه كان دوماً يعيش فيهَا

لأول مره جاء لزيارتها بعد ما حدث وبالمناسبه حين ألتفتت وجدته فِي حاله مريعه

لم يكن سكير فقط، صوفيا تعرف تماماً أنه كان مُنتشي بالمُخدرات، وبرغمِ ذلك لم تستطع منع نفسها من الضحك

بمراره

ألم

غصه

هي ضحكت وكأنها الضحكه الاخيره التي تستطيع منحها إياه

لا تنكر ألمها حين رفع لها أبصاره التي خلت من العاطفه المُحبه

كأنه قال لها دون كلمات ' أنتِ أنتهيت فيّ '

فوجدت ضحكها يتحول إلى بكاء وشعرت بقلبها يتمزق

قدميها كانت ترتجف ، فسقطت على ركبتيها أمامه بمرارة لوثتها

" إذاً .. هل متُ فيكَ ؟ "

نظرته وحدها يا صوفيا الدليل الرسمي على النهايه، ولوهله وجدت نفسها تُريد فعلا أن تكون تلكَ النهايه

" سأرسلكِ إلى مكانٍ أمن "

صوتهُ كان عميق وأقوى من المعتاد، وقد تغلظ بقسوه لم تعهدها منهُ

سيڤارWhere stories live. Discover now