سِيجارة ولَذة <١٧>

5K 156 109
                                    

_ بسم اللّه الرحمَن الرحيم ✨

الهدوء فِي لَيلة ساكنة، وَسط لفحات مُنعشة من الرياحِ وكوبان من الشاي الدافىء في أعناق الصَمت التَام، هو السلامُ بأُمِ عينيهِ

وهذا ما أتفق عليهِ كلاهما.!

فجلس چون علىَ كُرسي خَشبي، لكن سيڤار تربعت الأرض فوق وسادة ناعمة

عاطفتِه نحوها سمحت لها بمُجالسة شياطينه، لَكن نرجسية شَخصِه، رفضت أن تُشاركه خلوته كإنسانٍ عادي

لذلكَ وجد أن الحل الأمثل هو قبوعها بين أقدامه بخضوع، تستند على ركبته بإرهاق بسبب وقوفها لأجل تحضير الغدَاء وتنظيف الطَاولة بل وصُنع أكواب ساخنة من الشايِ

لدقَائق طويلة لم تَعرف ما تقول، ولا كيف تبتدأ مُناقشة معهُ ؛ فهو فِي الغالب يكون مُغتَصِب ومُجرم مَجنون، وفِي الأحيان الآخرى والتي تتسم بالنُدرة، يعاملها باللين، دون قبضة ودون رَفصَة

" مَا هو أكثر شيء تخَافه فِي الوجُود ؟ "

سؤالها كان غبيّ، لكنهُ كضربة عصفوران بحجرٍ واحد، العصفور الأول أختبأ خلف شيطانه، والثاني خلفَ أنتقامها وثأرها بمُجرد مَعرفة نقاط ضعفهِ

" Pierderea ta " _ خسارتكِ _

وأزدرد ريقه بمرَارة ثمَ صمتَ مُجدداً أمام هيَاج أنفاسها الغَاضبة، والتي سيطرت عليهَا بعد صعوبة وحَرب بالغة الأذية

" وأنتِ ؟ "

ردت لهُ فعلتهُ، حين أجابت بصدق، لكن بالعربية

" إنتَ ... بخافَك إنتَ "

وصمتت بعدما ناظرت الأرض بغضبٍ؛ لأنها حقاً تخافه، بل وترتعد بمجرد نظرة حادة منهُ، مَا فعله بها، كَان شنيع، وبشع، ويعطيها كامل الحق في الخوفِ منهُ

وبدى أن إجابتها لم تثير إستفزازه، فهو يَعلم أن أكثر ما تخافه الآن .. كان شَخصِه!

' أليسَ هذَا مَا كنتُ أريده ؟ أن تخافني ؟ أن ترتعد من مُجرد حروف إسمي ؟ '

تسائل بحيرة .. إذاً وبحق الجحيم لمَا لازال الشعور في صدرهِ لم يتلاشى ؟

" الصراحة أم التحدِي ؟ "

لعق شفتيهِ بإغراء حين قالتها، فلعنت تحت أنفاسها بفهمٍ

هو يَجعل كل شيء منها مُتوَقع ومَدروس جيداً ، وهذا سبب إضافي لتخافهُ

" إن أردتُ روحكَ .. هل ستعطِيها لي ؟ "

زال الأستمتاع عن وجهه، وأبتسم بإتساعٍ أليم

" وهبتها لكِ مُسبقاً ، بيبي "

أتسعت أعينها بصدمة، لكنها ناظرت الأرض بسكوت قاطعهُ بسخريتهُ المريرة :

سيڤارWhere stories live. Discover now