أجراس {خِتامًا}.

4.1K 132 49
                                    

_بسم اللّٰه الرحمن الرحيم.
تحذير: الفصل يحتوي على عاطفة خادشة ومشاهد مُسيئة. +١٨

تضاربت أجراس الكنيسة وكأنما تُغني مع الرياحِ، وإحتل الهواء الرطب القاعة الفارغة سوى من القليلِ من الآناس، وبينمَا الجميع غارق في نشواتهِ ولذاته بعيدًا عن طاعة الرب، كان هو راكعًا، ليتأمل أساور الفراشة بين كفيه، تأسره، وتسحره، وتجبره أن يهيم حـُبًا في صاحبتها رغم بُعدها عنه.

كانت عيناه الفارغة وبرغمِ قتامتهَا شاردة في إسورتها، فربمَا سمعنا القصة من كُلِ النواحي، لكننا تجاهلنا الراوي الأكبر فيها وهو الوريث نفسه شديد الظـُلمة والغموض، فظن الجميع أن المرة الآولى التي رأتهُ فيها لتتلاقى الروح قبيل الجسد كانت في القبو، لكن بالنسبةِ له.. كانت أول مرة في الكنيسة الأثرية الشهيرة ببلدتها.

لطالما كان شاغرًا مُلمًا برسمِ الفراغ وتأمل الأثار خالية الحياة، ليُقدس الموت بمعانيه المكنونة في بقايا من سبقوه، لكنها أنارت يومه لحظتها فهي.. كانت هناك، بجانب الراهبة التي ساعدتها فعلمتها تعاليمها الدينية بجانبِ الكتابة والقراءة، وبالطبعِ بدون معرفة والدها أو حتى والدتها.

كان چون يومها في طريقه للعودة من بلادِ وريث الصفوان. لمْ يعتاد الذهاب لأحد ولطالما آتى الجميع إليه، لكن التنازل عن التصدير للشرق بعد موت الرأس الكُبرى لمْ ينل إعجابه وإحتاج إلى تدخلٍ شخصيّ، فأجبر ذاته بسخاءٍ على تحليل مواصفات الممول الجديد ودراسته، وكان حقًا لا بأس به.

وبينما هدد إبن الصفوان مُجبرًا إياه على الخنوع في لحظاتٍ، لمْ يجد ريب في تأمل معالم المُحافظة ريثما تصل طائرته الخاصة، فكانت الكنسية الآثرية هي وجهة السائق.. وحينما رأها هُناك، لمْ تكن مُميزة ولا حتى في تقاسيم جسدها المستورة داخل فستانها الهريء اللطيف، ولا في شعرها الطويل الأشعث الذي دل على ثوران صاحبته وشدة عِنادها.

لمْ تشد إنتباهه سوى بعدما رآى يد العجوز ترتفع لتهبط على وجهها بقوة، فجرح خاتمه جانب فمها وتسبب في هياج شعبتها الهوائية وقد أختـُتم بنزيف أنفها. بالنسبةِ للجميع كان المشهد قاسٍ بل خالٍ من الرحمة، لكن لهُ.. رآى فيه الجمال والكمال، بل كان ألذ ما مر أمام عيناه منذ سنوات وخاصةً بعدما شهد قطرة ضئيلة من الدم تنساب على عنقها فتلاشت عند صدرها، وتلاه دموعها التي إنسدلت بغزارة على وجهها وقد تورم لحظيًا.

لطالما كانت جميلة، أجمل امرأة رآها مُعنفة من قبلٍ، فأوقظت فيه ساديته ووحشيته وسارت فيه فجأة قشعرة من اللذة الجنسية أستباحت عروقه وحواف بشرته القاسية، تُحفزه على أخذها ونهش لحمهَا، فشرد فيها من أسفل نظارته الشمسية، مُتعَجِبًا..

لمْ تكن تلكَ أول مرة رأها فيها فقط.. بل وآول مرة نبضت حواسه.. بمثلِ هذا الشجن.

سيڤارWhere stories live. Discover now