السعادة ولا شيء سواها <٣٢>

4.8K 132 160
                                    

_بسم اللّٰه الرحمن الرحيم ✨

السعادة التي حُرمت منها طوال حياتها، باتت مُلازمها في الكثيرِ من الأحيان بعد تبدله معها وتغيرها معه..

حتى هو.. لا يَذكر أن الفرح والسرور مسس قلبه بنفسِ الطريقة من قبلٍ، وعاهد نفسه أن يُعامل زوجته كما تستحق من الآن فصاعدًا، سخائًا منهُ لروحه الحزينة ولقلبه العاشق..

لمْ يظن قبل اليوم، أن الحياةَ معها لنصف ساعة، أعظم في الثمنِ من حياةِ قرون بدونها.

ضَحك چون بسعادة بالغة أثناء أنزلاقها من فوقِ حَد خصره، فنامت على صدرهِ لاهثة بخجلٍ وإثارة مُبهجة آسرته أكثر، وسحبته في بحارها أعمق:

"هذا ليس عادلًا، كنتُ أغتصبكَ مثلمَا فعلتَ بي.. لا يُفترض أن تكون سعيدًا."

كان يُدرك أنها لن تنسى أبدًا كونه المُحتَل المُغتصب، قد تتناسى ضربه لها وتعنيفه المُستمر لكيانها الأنثوي، لكنها لن تنسى أبدًا، أعتداءه عليها جسديًا ومعنويًا وبرغم ذلكَ ظل مسرورًا بينمَا يتمتم:

"حتى الألم منكِ، يجعلني سعيدًا."

أبتسمت، ثمَ رفعت رأسها بأعين لامعة تتأمله بإمتنانٍ لمْ يغادر بؤرتها الشهية وأصاب حواسه باللذة، وأنخفضت على شفتيه بثغرِها، تطبع قُبلة سَطحية سببت زمجرة مَذهولة منهُ، فبرغم سرعتها، وصلت إلى قلبهِ تطربه، تحييه، وتسكره. كانت اللحظة وبرغمِ قصرِها.. خفيفة على شريانه وبطيئة أمام عيناه، أراد أن يسألها عن شعورها.. فهل تلذذت مثله بحلاوة قُبلتها.. أم أن النشوة تصيبه لكل ما تهبه إياه، ولو كان عاطفة لطيفة. لكن قبيل أن يسألها، كانت ركضت بالفعلِ للمرحاض وأوصدت الباب جيدًا.

"تبًا لي."

هدر بعلوٍ صاخب، ثمَ تسارع إلى المرحاض ورفص الباب مُحطمًا إياه أمام صراخها الضاحك المَصدوم، وفي داخله أيقن.. هذا مَا تستحقه تمامًا..

السعادة..
ولا شيء سواها.

غرق في نشواتٍ فَرِحة، وعاملها بمُنتهى الرقة رغم جنونه بها، وهي.. كانت أكثر من مُطيعة لرغباته وكُلما وهبها الحُب والحنان ومَارس معها بمُنتهى الأكتراث واللين وجدت نفسها تسعد لآول مرة في حياتِها المُختَلة..

'چون ولين ؟'

هذا مَا كان يَشغل حيز لا يُستهان به فِي فِكرها، بينمَا يتحسس جسدها بإكتراثٍ راغب، أو يُناظر عيناها بإنتشاءٍ كُلِ مرة ليتأكد أنها في سعادة ولذة مثلهُ تمامًا. رغم همجيته.. كان مُكترث، رغم جنونه وبعثرته العاشقة.. كان أكثر من مُكترث.

أسدل الليل ستاره، وبرغم ذلكَ لا تزال تضحك في أحضانه جراء مُشاهدتها أحد الأفلام الكوميدية ورأسها مُستنِد على صدره، تسرق دقاته وروحه، لتمنحه شرارة مُستحبة لمْ يفهمها من الشعورِ. لغى أعماله كلها وتناسى أن عالمه سينهار إن غفل لوهلة وتعامل مع نفسهِ بمُنتهى السخاء. برغم أنه كان يحتاج للمزيد من زوجته.. المَزيد عاطفيًا وجنسيًا، قبل رأسها بشكرٍ حين رفضت بطريقة لطيفة، وضرب شيطانه مئة مرة في عالم اللا-وعيّ كي لا يُغصبها..

سيڤارWhere stories live. Discover now