البارت الثالث عشر

5.2K 255 25
                                    

زيارة قصير الى الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً فى منزل عائلة مريم

كانت تجلس مريم فوق الاريكة وهى ترتدى ملابسها المحتشمه وحجابها الأبيض الذى جعلها اشبه بالملائكة ويبدو على وجهها الشرود والتفكير ليقاطعها قدوم الخادمة وهى تقدم لها فنجان القهوة الذى طلبته

وفى نفس الوقت تاتى أمها وتجلس بجواره قائله بفرحه:من الجيد أنكِ جئتى بالأولاد لقد اشتقنا لهم حقاً
ابتسمت مريم وقالت:هما أيضاً ارادوا روؤيتكما
الام بإنتباه:مابكِ اليزا اشعر بأن بك شئ
مريم بجدية:امى ادعى مريم
الام بتفهم: حسناً حسناً لا تغضبى..ثم تكمل بنبرة حانية:ما بك ابنتى

لمعت عين مريم بالدموع فتركت فنجان قهوتها فوق الطاولة التى أمامها وارتمت بحضن امها وبدأت بالبكاء فى احضانها وهى تقول بحزن:لقد تشاجرت مع خالد بالأمس وهذه المرة الاولى التى نتشاجر سوياً ويذهب للعمل دون ان نتحدث
الأم بشفقه:لماذا يابنتى تشاجرتى معه هل الامر سئ لهذا الحد
ابتعدت مريم عن حضن والدتها ونظرت لها وقالت بهدوء:سأحكى لكى ما حدث وقولى لي هل أن محقه ام لا

فلاااش باك
يجلس خالد فوق احدى المقاعد فى التراس وامامه حاسوبه ويعمل بتركيز شديد
فتاتى مريم وتقدم له مشروب العصير قائله بالعربية:حبيبى العصير اللى بتحبه
اغلق خالد الحاسوب وازال نظارته الطبية وهو يأخذ من يدها المشروب قائلاً بحنان:تسلم ايدك ياحبيبتى

ابتسمت مريم له ثم جلست فوق المقعد الامامى لزوجها وظل الاثنين يتحدثنا باشياء عامه تخص العمل وابنائهم
واثناء ما كان يضع خالد كوب العصير الفارغ فوق الطاوله نظر لزوجته وهو يقول:بخصوص ولادنا عاوز اقولك حاجه يامريم
مريم بإنتباه:خير ياحبيبى
خالد بجدية:انا بفكر نرجع مصر ونستقر هناك
مريم بعدم فهم:نستقر فين؟!
خالد: فى مصر..ثم يكمل:لازم ولادى يتربو فى بلادهم وسط جدهم وجدتهم وعمامهم
مريم بجدية:بس ولادنا متعودين على حياتهم هنا فى امريكا صعب يتاقلموا فى مصر مع ناس غريبه
خالد بنبرة شبة حاده:اولاً هما مش هيشوفو ناس غريبه هما هيشوفو اهلى ثانياً متقلقيش هيعيشو فى مستوى ميقلش عن مستواهم هنا لا فى التعليم ولا فى الماديات، اكيد انا هأمن مستقبل ولادى قبل ما اقرر رجوعنا واستقررنا هناك ثالثاً انا اكيد مش هستقر هنا عمرى كله مسيرى ارجع بلدى ولأهلى
مريم بحده:بس انا مش موافقه إن ده يحصل، انا ليا حياتى هنا واهلى كمان هنا، واكيد مش هسيب ده كله واروح اعيش فى بلد غريبه ومعرفش فيها حد
خالد بغضب:وهو انا لما جيت امريكا واستقريت فيها سنين كنت اعرفها او اعرف فيها حد؟!!!
وقفت مريم وقالت بإصرار:بس انا مش هروح مصر ياخالد ولا هسمح لولادى يتربو فى مكان غير اللى اتربت فيه امهم، ومش هقدر اسيب اهلى
وقف خالد ونظر له بغضب وقال بعناد:هنرجع يامريم مصر وهنستقر فيها، وبعدين اهلك ايه الى مش عاوزه تسبيهم ده انتى فضلتى سنين مابتكلمهومش ولا هما بيكلموكى، جاية دالواقتى تقوليلى مش عاوزه تسبيهم
مريم بنبرة شبة باكية:انت بتعايرنى ياخالد
خالد بحده:انا مش بعاير حد بس انتى محسسانى إن انتى بس ليكى أهل وخايفه تسبيهم وانا ماليش اهل نفسى اشوفهم واعيش معاهم ونفسي ولادي يعرفوهم ويتربو زى ما ابوهم اتربى، ولا انتى مش شايفه إن بقالى سنين ماشوفتش اهلى ولا ولادى شافوهم وكل اللى بينا مكالمة فيديو على النت وخلاص كدا..ثم يكمل بتصميم:احنا هنرجع يامريم وهنستقر فى مصر وياريت ده يحصل برضاكى
نظرت مريم له بحده وقالت بعناد:لا ياخالد لا انا ولا ولادى هنمشي من امريكا..ثم تكمل بتهديد:وياريت مضطرنيش إن ابلغ السلطات إنك عاوز تسفرنى انا وولادى بالعافيه وأنت عارف كويس ايه اللى ممكن يحصل
خالد بتعجب:انتى بتهددينى يامريم
مريم:انت اللى اضطرتنى اعمل كدا ياخالد، انا اتنازلت على كل حاجه علشانك وعلشان افضل جنبك اتحديت كل حاجه علشان خاطرك، بس المره دى مش هتنازل فى حريتى ولا حرية ولادى

عشاق بین العناد والکبریاء(بقلم منةالله محمود)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن