البارت السابع عشر

5.3K 270 34
                                    

قبل عدت ساعات

كان حمزة وأسرته قاموا بإنهاء تناول الطعام وفضلت جنة أن تنسحب لشقة امها حتى تترك والديها بمفردهم لعل وعسى تنسي أمها الماضي وتعود لأبيها

كان حمزة جالساً فوق المقعد وهو يضع ساق فوق الاخر ويعقد ذراعيه امام صدره وينظر لزوجته بصمت

فكانت حوراء تجلس امامه وهى تتناول مشروب الشاى التى فعلته ابنتها قبل صعودها لشقتها فكانت حقاً تتمنى أن تصعد معاها هروباً مما سيحدث عندما يعلم زوجها بما حدث ولكن اصر زوجها أن تبقى ليكملنا حديثهما
وكانت تبعد نظرها عنه خشيتاً من ان ترى تلك النظرة المخيفه

وأخيراً تسمعه يقول بهدوء:ها حوراء قولى ايه حكاية يحيى وليه مختفى

حسمت حوراء قرارها فلا مفر من معرفة الحقيقة وقالت بجدية:هقولك ياحمزة كل حاجه بس توعدنى إنك متعرضتش حياتك للخطر..ثم تكمل بنبره يشوبها الاهتمام:لإن ماصدقت إنك رجعت، وانا وبنتك محتاجينك

ازاح حمزة ساقه من فوق الاخرى وشبك يده ببعضهم وظل يحرك انامله بعشوائية ثم قبض يديه بقوه وقال بنبرة حادة:حوراء قولى ما تعرفيه

تنهدت حوراء وقالت بنبرة قلقه ومحزنه:بعد الحادثه انا رجعت مصر زى ما قولتلى بس يحيى فضل هناك بحجة إنه يكمل دراسته وبعدها عرفت انا وسارة إنه بقى بيشتغل فى الاقتصاد بس بعد موت عمو محمود الله يرحمه يحيى رجع وشكله مكنش يدل على إنه شاب عادى بيكون نفسه وبعدها قالى إنه..توقفت للحظه وشعرت بالخوف عندما رأئت ملامح الفضول والقلق على وجه حمزة ولكنها اكملت بجدية:يحيى قالى إن بعد الحادثه إنضم للمافيا وبقى زعيم وعمل كدا علشان ينتقم منهم على قتلك ومن وقتها وانا وسارة مش عارفين نبعده ازاى عن الطريق الملعون ده

كان حمزه يستمع لما قالته حوراء وعقله غير مستوعب ما حدث وكل ما يدور فى عقله هل هو فعل هذا كله ليبعد المافيا عن عائلته ليدخلهم اخيه مره اخرى فى تلك البقعه ولكن تلك المره بالتاكيد احداً منهم سيموت حقاً هذا إن لم يكن كلاهما

وقف حمزه واقترب من زوجته وقال بنبرته الانجليزية الغاضبه يشوبها عدم التصديق:ما هذا الذى قولتيه حوراء، من هذا الذى انضم للمافيا

نظرت حوراء له بخوف وقلق شديد لينتفض جسدها عندما امسكها من ذراعها وقال بغضب ثائر:كيف ينضم للمافيا كيف يدخل هذا العالم اللعين..ثم تركها مبتعداً عنها وبدا بتكسير كل شئ حوله وكأن الأن استيقظ التنين من سباته العميق

لتفزع حوراء وتتقدم نحوه بخوف وتضع يدها فوق كتفه ليستدير لها ويبعد كفها عنه بعنف لينظر له بعينه التى اختفى رونقها السماوي ليصبح لونها اردوازى داكن يشوبه الاحمرار الغاضب جعل الرعب يدب فى قلب حوراء من مظهره الغاضب الذى جعل ذاكرتها تعود لسنوات الماضي البعيده يوم رأت هذه النظره فى تلك الليله المشئومه الليلة الذى قام بأغتصابها ولأول مره منذ عودته تشعر أن مَن يقف امامها الان ليس حمزة زوجها بل نيكلاوس التنين الأسود

عشاق بین العناد والکبریاء(بقلم منةالله محمود)Where stories live. Discover now