الفصل العاشر

3K 138 3
                                    

الفصل العاشر


تحت الأضواء القوية والساطعة ... والموسيقى الصاخبة تضج في أنحاء الملهى الليلي ... أغمضت إيللا عينيها وهي تتحرك في اندماج تام وكأن الأنغام تسري في عروقها مجرى الدم ... أحاطها رفيقها بذراعيه بينما مرأى جسدها بالملابس المثيرة .. والغير معتادة منها تكاد تفقده عقله ... سمعت أليس الجالسة إلى البار رفيقها يقول بحيرة :- ما بال صديقتك أليس ؟
قالت بحدة مخفية قلقها وهي ترمق صديقتها تتصرف بشكل طائش غير مألوف :- وما شأنك أنت ؟؟ أين العيب في حصولها على بعض المرح بين الحين والآخر ؟
قال :- لا عيب .. إن كانت صديقتك ليست إيللا برانستون .. إنها لا تتصرف بهذه الطريقة عادة .. وإن استمرت بإغواء ماكس بهذه الطريقة فأنا أضمن لك أن نهاية الليلة لن تتوقف عند قبلة بريئة ..
قالت بضيق :- لا تكن سخيفا روي
نظرت مجددا نحو إيللا التي بدت غارقة في النشوى ... مخفية أي أثر للأذى الذي تشعر به .. والذي عرفته أليس بحكم صداقتهما عندما لم تجد إيللا غيرها لتبكي في حجرها ... لقد نبذها إيان سكوت ... ذلك الخنزير محدث النعمة الأميريكي .. وعذره ... عذرية إيللا التي كانت أليس نفسها تجهلها ...
لقد أقسمت لها تلك الليلة بين دموعها على أن تقدم نفسها لأول رجل يجذبها .... ستنام مع نصف لندن قبل أن تعود لذلك الأحمق فتغريه لتنبذه بنفسها هذه المرة ..
لقد ظنت أليس بأن إيللا كانت تتحدث تحت وطأة الانفعال والأذى .. إلا أنها تشك بهذا الآن .. مما يجعل قلقها حقيقيا وجديا .. هي تهتم لإيللا حقا .. وليس كما تحب أن تبدو لغيرها كالفتاة الأنانية التي تهتم بنفسها فقط .. تخشى أن تؤذي إيللا نفسها .. وتخشى أيضا أن تبحث عن بديل لسكوت في شخص أقرب إليها .. كليونيل برانت .. حلم أليس منذ مراهقتها ...
فلتنم إيللا مع من تريد .. فقط لتبتعد عن ليو .. فهو سيكون لها .. عاجلا أم آجلا
.. بعد ساعات من الرقص واللهو .. قاد ماكس إيللا إلى سيارته بينما كانت ما تزال تهتز لنكتة أطلقتها هي نفسها .. قبل أن يفتح الباب .. أسندها إليه ناظرا إلى وجهها الجميل بلهفة قائلا :- أنت تثيرين جنوني إيللا ... أنت رائعة .. خلابة .. وأنا أريدك ..
بدت كلماته لها خاوية ... باردة .. لا معنى لها .. وكأنه يردد شيئا سمعه في برنامج تلفزيوني ممل ... لم يكن يعنيها .. يحسها .. يتنفسها .. كما كان إيان وهو يظهر لها رغبته الشديدة بها ..
توقفي إيللا ... توقفي .... أمسكت بتلاليب قميص ماكس تجذبه إليها قائلة بتحدي :- هلا توقفت عن الكلام الفارغ وبدأت بالفعل الحقيقي ماكس ..
استجاب لها فورا إذ أحنى رأسه يقبلها بلهفة .. قبلة لم تستمر سوى للحظات إذ سرعان ما دفعته عنها بعيدا وعلى وجهها أعتى علامات الشمئزاز ... قال لاهثا بحيرة :- ما الأمر ؟ .. ما الذي حدث إيللا ؟
قالت بجفاء وهي تبعد نفسها عنه ... وكأنها لم تجذبه إليها لتوها والنية بإغواءه تملأها :- لا شيء .. لقد غيرت رأيي ... أريد أن أعود إلى البيت ..
أمسك بمرفقها يديرها إليه بغضب قائلا :- ما الذي غيرك وقد كنت راغبة قبل لحظات ؟
رمقته بنظرات جعلته يتركها وكأن تيارا كهربائيا قد ضربه .. ظل ينظر إليها بحيرة بينما قالت هي ببرود :- لست مضطرا لإيصالي .... سأطلب سيارة أجرة ..

كما العنقاء(مكتملة)Where stories live. Discover now