الفصل الحادي والعشرون

2.7K 130 5
                                    

الفصل الحادي والعشرين




:- إيللا
أمسك ليو بكتفها قادما من ورائها ... موجها نحو إيان نظرة تحذير صارمة قبل أن يقول :- تعالي إيللا ... لنذهب من هنا حبيبتي ...
من وراءه .. كانت ميشيل تنظر إلى إيان بارتباك ... وكأنها عاجزة عن فهم الموقف ... في الوقت نفسه كانت تبدو مشتتة ومشغولة البال وكأنها لن تفهم ما يحدث حتى لو حاولت ..
دست إيللا نفسها بين طيات قميص ليو ... وتركته يضمها إليه جاذبا إياها إلى خارج القصر ... بينما هزت ميشيل رأسها لإيان بدون تعبير وتبعتهما ...
وقف إيان مكانه للحظات طويلة .. عاجزا عن استيعاب ما حدث لتوه ... لقد غادرت إيللا ... غاردت الحفلة .. والقصر .. وربما حياته هو .. مباشرة بعد أن اكتشف بأنه لن يتمكن من الحياة بدونها وقد وجدها ...
عاد الأشخاص يتوزعون في الصالة ... وعلت أصواتهم وهم يتحدثون عما حدث لتوه .. يرمقه العديد منهم بنظرات الفضول والاستنكار ... بينما ظل هوواقفا وكأن الحياة قد فارقته ... أتاه صوت من خلفه يقول :- أنا لا أفهم ما الذي تنتظره ؟
التفت ينظر إلى السيدة برانستون ... التي ظلت تنظر إليه بتعالي كما فعلت منذ استقبلته عند دخوله برفقة إيللا .. قالت بنفاذ صبر :- إن كنت تحب ابنتي .. وتهتم لأمرها كما آمل .. فأنت ستلحق بها بالتأكيد .. صحيح ؟
ارتد إيان شاعرا بالاضطراب والتشوش وهو يقول :- أتريدينني حقا أن ألحق بها .. أنت لا تحبينني حتى ... ولست مضطرة للبوح به لأعرف برفضك لعلاقتي بإيللا ..
هزت كتفيها الأنيقين قائلة :- أنت محق .. أنا لا أحبك .. وأنت لن تستحق ابنتي مهما فعلت ..
غضب دفين استيقظ من أسفل ذهوه وجموده الذي سببه غناء إيللا .. وإحساس بالرفض تجدد داخله بعد أن ظن بأنه قد فقد منذ سنوات طويلة اهتمامه بآراء الآخرين عنه .. إلا أن باربرة قالت قبل أن يتمكن من الرد عليها :- إلا أن إيللا تحبك ... وهذا يكفيني .. لقد فعل بها روبرت الكثير .. أذاها .. حطمها .. أهانها على الملأ .. إلا أنه لم يجرحها أو يدفعها للغناء كما فعلت .. لقد تابعت حياتها من بعده أقوى وأكثر صلابة .. لقد توقفت ابنتي منذ سنوات عن الاهتمام بأي شيء .. لقد تغيرت .. وباتت شبحا لإيللا الصغيرة التي ربيتها وكرست لها حياتي كلها ... عندما سمعتها تغني ..رغم معرفتي بأن ألما عظيما هو ما دفعها لذلك .. إلا أنني شعرت وكأن روحها قد ارتدت إليها ... إيللا الحقيقية قد عادت .. وعلى يديك أنت ... إيللا الرقيقة الهشة .. المحتاجة إلى الحب أكثر من أي شيء آخر ... قد أبدو لك أما أنانية بما سأقوله .. إلا أن رؤيتها تغني ألما قد أسعدتني ... أنا أفضل إيللا الإنسانة .. تلك الرقيقة الحالمة الجائعة إلى الحياة .. على إيللا التي استحالت إليها بفعل قسوة روبرت وغباءك ... أنت جرحت إيللا .. وإن لم تلحق بها .. فإنها لن تتعافى أبدا من جرحك لها .. وفي الوقت نفسه .. لن تسنح لك أي فرصة أخرى لاستعادتها إن أعادت بناء ذلك الصرح من جديد حول روحها ...
حدق بها إيان وهو يستوعب كلماتها بينما كان يتنفس بصعوبة ... فرأى عينيها تغرورقان بالدموع وهي تسأله مجددا :- .. ما الذي تنتظره ؟
كانت إجابته أن تركها واقفة واندفع خارجا وهو يستل مفاتيح سيارته .. سيلحق إيللا ويستعيدها ولو كان هذا آخر ما يفعله في حياته ..

كما العنقاء(مكتملة)Where stories live. Discover now