الفصل الحادي عشر

2.9K 136 4
                                    

الفصل الحادي عشر


لم تشعر أيفي قط في حياتها بالكمال كما في اللحظة التي أصبحت فيها جزءا من دانيال .... لم تشعر قط بأنها مرغوبة ... أنثوية و ناعمة ... جديرة بالحب كما الآن ... كانت ندا له .. في لهفته وشغفه .. حتى وهو يصدمها ببدائيته .. بقسوته أحيانا وكأنه يكرهها لرغبته بها ..
كل لمسة أحست بها من يديه .. عنت اكتشافا جديدا لنفسها ... لجزء لم تعرفه داخلها .. لأحاسيس كانت مجهولة لها ... لم تعرف قط أنها قادرة على منح كل هذا العطاء .. كما لم تدرك إلى أي حد كانت جشعة لعاطفته .. لعاطفته هو فقط
:- هذا مستحيل
فتحت عينيها تنظر إلى وجهه ... لترى نظرة الصدمة في عينيه الزرقاوين وهو يحاول ضبط أنفاسه قائلا :- هذا مستحيل إيفلين ... أي خدعة تقومين بها ؟
رمشت بعينيها وهي تحس بنفسها تهبط من الجنة إلى الأرض .. تصحو من حلم جميل على الواقع البشع .. قالت لاهثة :- لا أفهم ما تقوله دانيال .... عن أي خدعة تتحدث ؟
ابتعد عنها فجأة فأحست بالبرد الشديد ... مدت يدها تسحب منشفتها لتغطي بها عريها محاولة ألا تنكمش خارجيا كما انكمشت روحها ذعرا وألما وهي ترى الغضب في عيني دانيال وهو يقف مشرفا عليها بجسده الضخم ... مهددا إياها بسطوته وبروده .. وكأن العاصفة التي هبت لتوها لم تحدث قط .. وكان الرجل الحار العواطف الذي ألهبها بحبه ولمساته لم يوجد قط
قال بغضب :- لا تتظاهري بالجهل والبراءة إيفلين .... هل ظننت حقا بأنني لن أدرك بأنني أول رجل يلامسك ؟ بأنك لم تكوني مع رجل بهذا القرب قط ؟ بأنك كنت عذراء ؟
احمر وجهها في إعلان لا إرادي عن ذنبها ... بينما بدأ هو في ارتداء ملابسه مما جعلها تقول بيأس :- دانيال .. أنا ..
قاطعها مستديرا نحوها قائلا بعنف :- أنت تدركين طبعا بأنني ما كنت لألمسك لو أنني عرفت ببراءتك .. أليس كذلك ؟ .. لذلك التزمت الصمت .. انتقاما مني ..وإيقاعا لي في الفخ .. صحيح إيفليلن ؟
شحب وجهها وكل ما كادت تقوله له في لحظة ضعف عابرة قد اختفى .. قالت بتوتر :- ليس هناك من فخ ؟ لماذا تصر على اتهامي بما لا أفهم ؟
لوح بيديه هاتفا بغضب شديد :- بحق الله إيفلين ... لقد كنت عشيقة وليامز لسنوات ... الكل عرف هذا .. الكل عرف بأنك تقضين وقتك دائما في السهر والمرح وإغواء الرجال .. لماذا تعمدت خداع الجميع وخداعي أنا بتصرفاتك المتهورة تلك ... لماذا لم تصححي نظرتي إليك ؟ لماذا لم توقفيني قبل أن اقوم بما فعلته ؟
التقت عيناها الخضراء بعينيه الغاضبتين ببرود كانت تشعر به ينتشر داخلها شيئا فشيئا ... نهضت ببطء من فوق السرير قائلة بجفاف :- لطالما عرفت كيف أبقي باري على بعد ذراع مني .. لست سهلة كما لست رخيصة كما تحاول أن تشعرني الآن دانيال .. لو أنك فهمتني .. لو أن أي أحد فهمني يوما .. لعرف لماذا كنت أتصرف بتلك الطريقة .. وطبعا .. أنت كنت ترغب بشدة أن أكون تلك العاهرة سيئة السمعة التي ظننت .. لسهل عليك هذا كثيرا أن تستغلني دون أن يمزق الذنب صدرك على خذلانك لوعدك لشارلز .... صحيح ؟
لمحت توتر فمه ... وشحوب وجهه وهو يتراجع مبتعدا عنها وهو يقول بانزعاج :- ما كان يجب أن يحدث هذا ؟ ... إنه خطأ كبير ... خطأ كبير جدا
نظر إليها وهي تقف مغطاة بالمنشفة القصيرة ... شعرها الأحمر الذي جف تقريبا تناثر حول وجهها بفوضوية وإثارة .. حمرة خفيفة اعتلت وجنتيها رغم شحوب وجهها الجميل .. واتساع عينيها الخضراوين .. اللامعتين بغضب .. لقد كانت تبدو بالضبط كامرأة خرجت لتوها من حالة حب ضارية ... كانت تبدو كامرأة غاضبة .. ومجروحة في الصميم .. ما عادت تبدو له كشقيقة صديقه الصغرى المتهورة ... لقد كانت امرأة كاملة .. لقد أصبحت كذلك على الأقل .. على يديه هو
الحقيقة صفعته في الصميم ... كما صفعته الرغبة الوحشية والغير مألوفة داخله لأن يأخذها مجددا .... أن ينتقم منها على ما دفعته لفعله .. على العهد الذي نقضه بسببها .. على الرجل الغريب الذي تحوله إليه حتى وهي تقف بلا حراك ترمقه وكأنه قد اغتال لتوه كل أحلامها ..
لقد كان غاضبا منها .... ودانيال لم يعتد قط على أن يكون فاقدا بهذه الطريقة لسيطرته على مشاعره وأعصابه .. هتف من بين أسنانه :- إنه خطأ كبير جدا ... من الأفضل أن تستري نفسك لأن ما حدث لن يتكرر أبدا مجددا ... وإن ظننت بأنك قد نجحت في ما كنت تسعين إليه لسنوات فأنت مخطئة إيفلين ... لم توجد بعد تلك المرأة القادرة على جري من عنقي في ارتباط لا أريده بقوة وجاذبية جسدها .. لن تكوني قط مناسبة لي ... لا الآن .. ولا في أي وقت آخر
لمح انتفاضة جسدها الخفيفة قبل أن تشيح ببصرها بعيدا عنه قائلا بصوت مكتوم :- ما الذي تفعله هنا إذن دانيال ؟
صمت طويل خيم بينهما قبل أن يحكم إغلاق أزرار قميصه .. ويتجاوزها خارجا من الغرفة ... أوقفه صوتها عندما فتح الباب .. متحشرجا ... إنما يخفي إرادة من حديد يقول دون أن تتعب نفسها بالنظر إليه :- لعبة الوصي التي كنت تتسلى بها على حسابي دانيال ... من الأفضل أن تنساها .. فكلانا الآن يعرف بأنها ما عادت تعني شيئا ... من الأفضل أيضا .. ألا تقع عيناي عليك مجددا
صمت طويل خيم ورائها قبل أن تسمع صوت انغلاق الباب بهدوء شديد ... عندها .. تدفقت الدموع ساخنة .. غزيرة من عينيها وهي تحيط جسدها بذراعيها محاولة إيقاف ارتعاده الشديد ... همست بألم .. بمرارة وغضب :- لن أسامحك أبدا دانيال .. أقسم أنني لن أسامحك أبدا على ما فعلته بي

كما العنقاء(مكتملة)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora