الفصل الخامس عشر

2.9K 121 0
                                    

الفصل الخامس عشر



تلاشى إحساس إيللا بالمياه المحيطة بها .. في الواقع .. أحست بأنها قد تلاشت وأصبحت هي وإيان جزءا من هذا البحر الكبير الواسع ... أحاطت عنقه بذراعيها وسمحت لنفسها بأن تذوب بين ذراعيه .. قبلها بينما مرت يداه بلهفة وشوق فوق جسدها الرشيق ..
حملها فجأة لتتعلق به كالغريق حين يتشبث بالحياة بكل جوارحه ... وسار بها خارجا من الماء ... مددها على الرمال حيث ما زالت الأمواج تداعبهما بلطف ... وغطى جسده بجسدها يقبلها بجوع يكاد يصل إلى القسوة .. لقد طال انتظاره لهذه اللحظة .. سنوات .. سنوات موحشة وهو يحلم بلمسها كما يفعل الآن ... بتقبيلها كما يفعل الآن .. يا الله كم يريدها ..
أنت بين ذراعيه بجوع يضاهي جوعه فضربته الرغبة حتى كاد يعجز عن التنفس ... رفع رأسه لاهثا ينظر إلى وجهها الذي اعتلاه الشوق ... إلى شعرها المبتل وجسدها الملطخ بالرمال المبتلة ... همس بحرقة :- أريدك إيللا ... أريدك الآن ..
همست وهي تنظر إليه من بين رموشها :- ما الذي تنتظره إيان ؟
ألا يشهد حبهما أحد ... رفع رأسه مدركا أن أي مصور محترف قادر على التقاط صورهما عبر أي قارب يمر أمام شاطئه ... وهو رجل معرض باستمرار للملاحقة من الصحافة بسبب مركزه ... عادة هو لا يبالي .. إلا أنه لن يسمح بأن يؤذي أحدهم إيللا بكلمة
ابتعد عنها مما جعلها تجفل وقد اعتراها برد شديد لانسلاخه عنها .. قال محاولا السيطرة على أنفاسه :- تعالي إيللا ... قد يرانا أحدهم هنا .. وأنا لن أقبل بأن تتعرضي للأذى والملاحقة بسببي ..
رمشت بعينيها وكأنها لا تستوعب ما يقول .. مد لها يده ليمسك بيدها ويساعدها على النهوض وهو يقول بصوت مكتوم :- لندخل إلى المنزل ... الجو ليس دافئا كما يبدو ..
سارت بساقين مرتعشتين نحو ثوبها المرمي فوق الرمال وهي تشعر به يسير ورائها .... التقطته في اللحظة التي أحست بقميص إيان يحط فوق كتفيها .. بينما يده تبعد شعرها المبتل عن وجهها وعنقها .. وصوته الدافيء يقول :- تعالي ... تحتاجين إلى حمام ساخن يعيد الدفء إلى أوصالك ..
أنا أحتاج إليك .. إليك وحدك ..
اعتلت معه الدرج ... وسارت معه إلى داخل المنزل حيث قادها إلى الطابق العلوي ... فتح بابا بدت من خلفه غرفة نوم واسعة عرفت على الفور بأنها غرفته هو ... فتح باب الحمام قائلا :- تصرفي وكأنك في منزلك إيللا ..
كانت تتحاشى نظراته كي لا يرى الجرح في عينيها .. وكأن الزمن يعود إلى الوراء من جديد .. وها هي تتعرض للرفض على يد إيان .. من جديد .. كانت على وشك البكاء عندما حطت كفه فوق كتفها قبل أن تغيب داخل الحمام ... ودوى صوته في أذنها أجشا .. صاخبا بالرغبة :- سأمنحك خمس دقائق إيللا ..
رفعت نظرها إليه متلاحقة الأنفاس .. فلمحت النار في عينيه الرماديتين المظلمتين بالإثارة بينما تابع :- خمس دقائق لا أكثر ... قبل أن ألحق بك ...
أحست بشيء يضربها في قلبها مباشرة ... وينشر الخدر في أوصالها وهي توميء له موافقة ... داخل حجرة الاستحمام المترفة ... وقفت إيللا تحت المياه الدافئة ... باسطة كفيها على الجدار ... تشعر وكأنها في قلب حلم كانت تعيشه مرارا وتكرارا خلال السنوات السابقة .. حلم يتحقق هذه المرة ...
هل تدرك حقا ما هي مقدمة عليه ... هل ترغب حقا بأن تحقق رغبة دفينة وطموح عذبها لفترة طويلة ؟ .. مامن عودة إلى الوراء .. لن تقوى على الرحيل حتى لو أرادت .. لقد استعبدها وعيده الضاري ... خمس دقائق .. ألم تنفذ بعد ؟
حبست أنفاسها عندما أحست بلمساته فوق كتفيها .. فدوى نبض قلبها صاخبا حتى كاد يصم أذنيها ... أغمضت عينيها عندما همس في أذنها :- لقد حلمت بهذه اللحظة طويلا ... طويلا جدا إيزابيللا ...
بدون أي رقة .. أدارها نحوه .. وقبلها



كما العنقاء(مكتملة)Where stories live. Discover now