الفصل الثاني والعشرون والأخير

3.2K 127 4
                                    

الفصل الثاني والعشرون ... والاخير





توقفت أيفي عن الصراخ وهي ترى جسد دانيال يهوي على الأرض بلا حراك ... رمشت بعبنبها واثقة من أنها تحلم .. إنه مجرد كابوس بشع آخر سرعان ما ستستيقظ منه .. همست :- دانيال

لم يكن هناك أي أثر للحياة في الجسد الضخم والمألوف لحبيبها .... بينما بقعة حمراء من الدماء تتسع أسفله .. ضربتها الحقيقة مرة واحدة ... دانيال قد مات ... مات ورحل ... لقد قتله كارلوس بيريرا ... بسببها هي ... لقد فقدت دانيال إلى الأبد ... شهقت هاتفة من بين دموعها :- لا ... لا .. غير ممكن .. دانيال ...

حاولت التملص من آسرها بغية التوجه إلى رجلها ... لهفة لأن تلمسه .. أن تشعر بحرارة جسده ... أن تبحث كالمجنونة عن نبض قلبه ... عندما اشتدت قبضة آسرها عليها بدأت تقاومه بهستيرية وهي تصرخ :- اتركني ... لقد قتلت دانيال ... دانيال ..

لم تع حتى بأن بيريرا قد استعادها من بين يدي رجله ... وبدأ بسحبها وهو يشير إلى الجسد المسجى على الأرض :- خذوه من هنا ... ونظفوا المكان ..

لم تستطع مقاومة دفع كارلوس لها إلى داخل المنزل ... كانت في حالة من الذهول التام ... وكأنها ما عادت تبالي بما يحصل لها وقد فقدت أهم شخص إليها .. جرها إلى الطابق العلوي .. ودفعها إلى داخل غرفة نوم واسعة جدا .. توسطها سرير أثري ضخم ... لم تستطع أن تراه حتى وهي تحدق به غائبة تماما عما حولها .. سمعته يتحدث إلى شخص ما خارجا ... آمرا إياه بعدم إزعاجه مهما كانت الأسباب ..... سمعته يغلق الباب عازلا إياهما عن العالم الخارجي ..... ثم وبعد لحظات قليلة ....أحست بيديه تحلان زمام ثوبها من الخلف ... ليسقط حول قدميها على الأرض .. نظرت إليه ذاهلة مكوم بإهمال وكأنه خرقة بالية ... لقد اختارته خصيصا لأجل دانيال ... اختارت اللون الأسود في إشارة منها له بأنها قد تغيرت ... بأنها قد نضجت بما يكفي لتكون أهلا له .. أرادت أن ترى الرغبة في عينيه ... الفخر وهو يتأبط ذراعها على مرأى العشرات من أصدقاءه ومعارفه .. أن تلمس تلك الحالة النادرة من فقدان السيطرة على النفس .. تلك التي لا تتقمصه إلا بين ذراعيها ...

سمعت أيفي صوت كارلوس بيريرا الهاديء وهو يقول :- ما الأمر أيفي ؟؟ لم أعهدك ضعيفة إلى هذا الحد ... خانعة وهشة إذ تفقدين كل قواك لمجرد أن رجل قد مات ..

رجل ؟؟؟ ... دانيال لم يكن أي رجل ... لقد كان رجلها هي ... حبيبها هي ... وقد رحل الآن ... ما الذي بقي لها .. ما الذي عليها أن تقاتل لأجله

:- لقد رحل عشيقك السابق أيفي ... وعليك الآن تقبل عشيقك الجديد .. سيدك .. مالكك الجديد ..

لم تستوعب كلماته ... كلمة رحل كانت أكثر إيلاما من أن تدرك ما يقول ... إلا أن صفعة قوية سقطت فوق وجنتها اليسرى جعلتها تنتفض وهي تشهق مصدومة ... وتحدق في بيريرا وكأنها تعي لأول مرة وجوده ...

كما العنقاء(مكتملة)Where stories live. Discover now