PART3(غلبت تفكيري)

2.1K 137 16
                                    

بعد إنتهاء اليوم الدراسي أفضل الذهاب بمفردي لتناول الطعام، لأ اعلم لماذا لكنِ احب صوت الهدوء مع وجبتي المفضلة..

لا أذكر أخر مرة ذهبتُ فيها لتناول الطعام مع احدهم..ربما هناك تلك المرة التي تم التخلي عني فيها، كان اسوء عشاء حظيت به في حياتي ، أفكر في بعض الأحيان..، هل هناك آخرون مروا بنفس معاناتي، إن كان هناك حقًا..فكيف تخطوا هذا..؟

"مللت التظاهر بالقوة واللامبالاة وانا داخلي يحترق"

إختتمت "ملك" بجملتها المأساوية تلك صفحة أخري من صفحات تلك المفكرة الصغيرة ذات الزهرة الوردية ، التي تمنت لو تصبح حياتها وردية مثلها ، لتأخذ نفس عميق بعد ذلك مقررة تلبية نداء معدتها الحبيبة لتناول الطعام..

أخذت "ملك" طريقها نحو الداخل ، تحديدًا نحو طاولتها المفضلة بجانب النافذة..

توقفت في منتصف المطعن وعلي وجهها نظرات ضيق وإمتعاض كذلك ، لا تعلم هل سبب هذا الضيق هو جلوس شخص أخر علي طاولتها المفضلة؟! ، أو لأن هذا الشخص هو "عمر" يجلس رفقة فتاة أخري..!

قلبت عيناها بملل قائلة في نفسها:

"الله الله ما أنت حلو أهو وبتخرج في مواعيد غرامية ، أمال كل مل تشوف وشي تقرفني إنك متأخر علس الشغل ليه!.."

لا تستطيع أن تمحي شعور الغيرة من داخلها رغم تلك النظرات اللامبالية التي تتفنن في رسمها بوضوح علي وجهها..

إنشغلت هي بدوامات التفكير الحمقاء تلك ولم تنتبه انه يقف أمامها منذ برهه يلوح لها حتي تنتبه له ، حقا تبدو كمن رأت خيانة زوجها فأصابتها الصدمة..

"إيه ده انتِ ماشيه ورايا ولا ايه؟"

أردف بمزاح عندما رأها تقف علي بعد أمتار قليلة من طاولته شاردة الذهن ، ولم تزح عيناها عنه.

نفخت الهواء بملل لتردف بنبرة لئيمة:

"انت واخد مقلب جامد في نفسك علي فكرة، وسع كده خليني أروح اكل."

كادت تتخطاه لتجلس علي طاولة أخري ، لكن سخريته أوقفتها قبل أن تخطو أولي خطواتها:

"تاكلي يا مفجوعة، طيب ياستي روحي كلي، لو تحبي تقعدي معانا لو ده مش هيضايقك يعني ، هتشرف بده جدًا..."

"لا يعلم لمٌ نبذ بتلك الكلمات ، لكنه فقط يتمني لو لا ترحل ، فمنذ تركها في الصباح وعقله منشغل بها لأقصي درجة."

لم تسطع "ملك" منع نفسها من الموافقة، بدت وكأنها إنتظرت سماع هذه الكلمات فور رأته مع إمرأة أخري ..

اناتولي (مكتملة)Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz