PART54(الـنـهايـة)

939 69 21
                                    

"شمس الحياة أشرقت راغبة بأن تعلن عن موعد النهاية..لقد كانت رحلة عظيمة كلفتني الضحكات وبعض من القطرات العابرة كافية بأن تملأ إناء متمركز في وسط المحيط..يا له من تعبير.."

اليوم أستطيع أخيرًا التنفس براحة ، فلا مزيد من الاعباء ، لا مزيد من الضغط ، لكن هناك الكثير من الطعام..

اليوم سأحكي لكم قصة مستوحاه من الواقع حتي يحين موعد الغداء يا أبنائي الأحباء ، لا يهم كيف بدأت ولا من أين ، المهم هو كيف إنتهت..

تبدأ القصة بفتاة تعبر الطريق علي عُجالة من أمرها ، لديها حقيبة علي كتفها الأيمن وفي يدها اليسري تمسك بمفكرة صغيرة بيضاء نُقش عليها زهرة وردية ، ومعلق عليها قلم صغير أسود اللون ، كان الوقت ظهرًا والشمس حارقة في منتصف الصيف..

ما يميز هذه الفتاة الشابة هو ملامح وجهها الحادة ، ونظرتها القاتلة ، ما يجعلها مختلفة هو عدم وجود أي ذرة من البراءة المتكلفة علي وجهها ابدًا ، كانت جادة ، صلبة ، تُخبر متأملها بعدم الإقتراب بشكل مباشر دون أن تكلف نفسها عناء الحديث..

بدت مثل حصن منيع يحتاج جيش كامل ليستطيع فقط إحداث خدش بسيط عليه..

علي الطرف الأخر من الطريق كان ينتظرها هذا الجيش ، لم يكن بالمعني الحرفي كما جال في عقولكم الصغيرة هذه ، لكنه فقط كان أميرها الوسيم والوحيد المصرح له تجاوز هذا الحاجز ليصل إلي أعماق روحها الرقيقة ، هو فقط المسموح له رؤية جانبها الهزيل الضعيف ، رؤيتها بدون تصنع..رؤية نفسها الحقيقية.."

ربما كان لقائهما مبتذل ، لكن لولاه لما كان لدي شيء أحكيه لكم ، ولولاه لمٌ كان لكم وجود من الأساس..

لاحظ الراوي علامات الدهشة والإستنكار علي تلك الوجوه الصغيرة القابعة أمامه ، يبدو أنهم ينتظرون تفسير ، لكن هكذا ستذهب متعة الإكتشاف..

إبتسم بهدوء عندما قلب الصفحة وقرأ عنوانها ، وضع راحة يده علي تلك الكلمات التي تلامس قلبه ، ثم قلب بصره إلي تلك الوجوه الصغيرة..

الأن سأطرح عليكم سؤال..ما هو الشيء الذي لا يقدر بثمن؟!

شعر بالفخر والإعتزاز عندما أطربت تلك الإجابة أذنيه "أنها الصداقة" ، تربيته أتت ثمارها.. الأن لنكمل..

كان لهذا الأمير الوسيم مجموعة من الأصدقاء من حوله ، كانوا بمثابة الملجأ والداعم الوحيد له ، لن أقول أن لعائلته نصيب من المدح ، فهم بمثابة العائلة وأكثر..هم شلال حب يفيض بسخاء.

كنا رفاق درب واحد ، هناك من تأخر في المضي ، هناك من ضل الطريق ، لكنه دائما ما كان يجد الأخرون ينتظرونه ليرشدوه إلي الطريق الصحيح ، لينتهي بهم الأمر يصلون للنهاية معًا..

"صف لنا كيف هي الفتاة التي أحبها الأمير.."

قاطعه هذا الصوت بتلك العبارات ، فتبسم ضاحكًا وأردف بنبرة مرحة.."كانت شعنونة.."

اناتولي (مكتملة)Where stories live. Discover now