PART52(أرض الحكايات)

507 54 22
                                    

"نحن نعاني من الظلم..ليس فقط من المقربين..ليس فقط من أنفسنا..

إنما الظلم الأكبر يحيط بنا من جميع الجهات مثل جزيرة لا تتعدي الستة أمتار في وسط المحيط..من أين يأتي؟..

عندما تسير في الطرقات في وضح النهار وتجد الجثث مترامية علي أطراف وفي وسط الطريق دون ان يابه احد..إعلم انهم قد إعتادوا سلفًا علي رؤية مِثل هذه الأشياء حتي أصابهم التبلد..

تصبح روحك بلا قيمة وفي المقابل تفقد الأمل في الحياة..اصبحنا نعيش حيث يسري قانون الغابة ، القوي يتغذي علي الضعيف ، والضعيف ليس له مكان بينهم..

النار عندما لا تجد ما تأكله تأكل نفسها..لقد أصبحنا أسوء من النار بمراحل خطيرة..

منذ بداية الخليقة والأخ يقتل أخاه من أجل منافعه الشخصية..الأن أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ميتًا بالمعني الحرفي..ليس فقط بالقول..

ربما تبادر في ذهنك بعض الأفكار عن ذلك الفاسد الذي تسبب في إنتشار العفن علي كل أجزاء البرتقالة حتي أصبحت سوداء قاطمة..

لنرجع بالزمن قليلاً إلي الوراء عندما كان الخير يعم بلاد المسلمين..عندما كان الحاكم يأبي أن يضع لقمة في فمه وهناك شخص جائع..عندما كانت النفس البشرية عزيزة ، عندما كان العدل أمر بديهي مسلم به وليس شيء يشتري..

أصبحنا نعيش في أسوء حقبة زمنية علي مر التاريخ ، أصبحنا جياع للسلطة والنفوذ ، وأسقطنا المبادئ والحقوق...

لم يعد الامر مقتصر علي تلقي الرشاوي ، وإنما تطور ليصبح إزهاق لروح..

لم يعد المرء يتمني الموت عندما يشعر بالضيق..وإنما يتمني أن ينجو في كل خطوة يخطوها خارج منزله..

"لم اعد أشعر بالأمان."

"تظهر أحيانًا في أحلامي.. في بعض هذه الأحلام تطعنني.. بينما في وقت آخر، طعنتها في ذلك الحلم..تلك الأفكار الناتجة عن الصراع الدائم مع الأنا الأعلي تسبب لي الضيق.." اللآلم الناتج عن التفكير الزائد في مشقات الحياة التي لا تعد ولا تحصي

ماذا سنأكل اليوم..ماذا عن غدًا..بعد عام..لم نكن نفكر في مثل هذه الأشياء من قبل..كان أقصي طموحنًا أن يمر اليوم وغدًا سيتدبر أمره..اليوم لم يعد يمر كما كنا نأمل..

"انا حزين..حزين لأقصي حد ، أحوالنا لم تعد تسر ابدًا ، أصبح المرء بلا كرامة ، بلا حياة ، والأسوء بلا مال..

أصبح موعد النهاية قريبًا......"

"ترك القلم من يده ومسح دمعة قد سقطت من بين طرفه دون ان يشعر..فكر داخله لما دونت يده هذه العبارات..ما المناسبة ولماذا! ، لا يدري ، وإنما شعر داخله انه بحاجة للكتابة لا أكثر..

تفقد الأوراق الفارغة المتبقية في دفتر يومياته فإبتسم داخله واردف في نفسه "شارفت علي الإنتهاء.."

اناتولي (مكتملة)Where stories live. Discover now