PART25(إعادة النظر)

678 67 0
                                    

"إنكشحت ستائر الليل تاركة مهمة إيقاظ هذا النائم لخيوط الصباح"

"علي مدار الثلاثة أعوام الماضية ، وعلي الرغم ما به من علة ، إلا أنه لم ينسي ولم يناسي عن يوم الذكري"

"كان يفضل الذهاب بمفرده في كل مرة حتي تتسني له الفرصة في البكاء كالاطفال ، وأن يشكوا الآلم التي بداخله والجروح التي تركت ندوب تأبي الزوال في قلبه"

"لم يحب أبدًا أن يراه أحدًا يبكي ، في الغالب كان يفضل نفسه المرحة البشوشة ، حتي إن كانت قد ماتت هذه الشخصية منذ زمن ، إلا أنه كان يتصنعها بإحترافية مبهرة"

"يبدو أن الأمور لم تسر كما يريد هذا العام ، فمنذ الصباح الباكر والإتصالات تنهال عليه مثل الوابل"

"يراودك إتصال من (عمر) ، يراودك إتصال من (يوسف) ، يراودك إتصال من (مراد) ، هؤلاء الثلاثة بإستطاعتهم أخذ عطلة من عملهم في أي وقت ، ليس بالأمر الهين ، لكن ليس الحال كما هو مع أدهم ، لذلك هو الوحيد الذي لم يتصل"

"ما العجيب في أمر هؤلاء الأصدقاء ، لا يبخلون علي صاحبهم ولو بذرة من الحب"

"لم أتخيل أن يظل في هذا العالم أحدًا مخلص ومحب للخير إلي هذا الحد ، نظرًا لوجود هذا الفساد الذي إجتاح قلوب البشر مِثل الجراد"

"علي الرغم من كثرة الإتصالات من بكرة الصباح ، لكنه لم يرد علي إي منها ، يعرف حق المعرفة ماذا يريدون"

"يبدو أنهم يعرفون صاحبهم أيضًا كما يعرفهم ، لذلك لم يكتفوا بالإتصال فقط ، للتوضيح أكثر فهم يجلسون الأن في الأسفل مع والدته منتظرين نزوله ليفاجئوه ، تُري كيف ستكون تعابير وجهه عندما يراهم"

"نزل الأخر يحك عينه من النعاس ينادي أمه لتعد الإفطار ، سمع أصوات كثيرة يألفها فرفع عينيه لتقابل تلك الإبتسامات المستفزة والأيادي الملوحة بشماتة"

"حني رأسه بيأس ، بينما الأخرون نظروا إلي بعضهم مِثل ثلاث قطط بريئة"

والدة أحمد:إغسل سنانك يا حبيبي عما أحضرلكم الفطار

"نظر نحيتهم بضيق ليقول"

احمد:حضريلي انا يا ماما ، هما مفطروش في بيتهم ليه قبل ما يجوا عند الناس من بدري كده

"نهض عمر ليحتضن كتف والدة احمد ثم نظر له تلك النظرة التي اشعلت في وجهه الغضب والحنق"

عمر:ماما معندهاش مانع إننا نيجي في أي وقت ، صح يا ماما

"ربتت الأم علي يده وقالت"

"طبعُا يا حبيبي ده بيتك قبل ما يكون بيت احمد ، انتوا كلكم ولادي

"رحلت الأم إلي المطبخ وظل هذا ينظر لهم بضع ثوانِ يأكل شفاهه من الغيظ"

احمد:انا عارف الحركات دي كويس ، مهما عملتوا محدش جاي معايا ، كلامي واضح!

اناتولي (مكتملة)Where stories live. Discover now