الفصل الخامس والاربعون

5.2K 197 139
                                    

« الفصل الخامس والاربعون »

*صلّ علي سيدنا محمد *

في تمام الساعة العاشرة صباحاً كان يقف أمام مشفي حكومية خاصه بالأورام يتأمل المكان من الخارج بتفكير للحظات حتي تحرك بهدوء للداخل يصعد درجات السلم بعقل شارد فما سبب تواجدها هنا ..!!

تسأل بنبره هادئه لتلك الممرضه التي صارت بجواره : بعد اذنك أوضه عشرين فين ..؟!
أستدارت تشير له بيدها ناحيه غرفه في نهايه الردهه تردف بهدوء : أخر اوضه في الطرقه هنا .
أومأ بموافقه قبل هتافه بهدوء : شكرا جدا ليكِ .

هزت راسها بهدوء بابتسامه هادئه ومن ثم أستدارت مرة أخري تسير ببطء ناحيه غرفه أحد المرضى .
بينما الآخر طرق الباب بخفه حتي أستمع لصوتها الضعيف ففتح الباب يطالعها من بعيد للحظات .

حتي حلت معالم الدهشه علي ملامحه ... رفع حاجبيه يتأمل مظهرها بعدم قدره علي أخفاء إندهاشه .
يتنفس طويلاً يطالعها بصمت حتي أشارت له بيدها بضعف فتحرك ناحيتها يجلس أمامها مباشره يناظرها بصمت تام دام لدقيقه جمعت تواصل بصري بينهم جمع الكثير من الأسئلة .

تنهدت تاخذ ورقه بيضاء مملوئه بالكلمات تعطيها له ببطء لياخذها بتساؤل يقرء ما بها بهدوء لتزداد دهشته مع كل حرف يقرئه حتي رفع عيناه يطالعها قبل هتافه بتساؤل :
عملتِ كدا ليه ..؟!

طالعته بعيون مليئه بدموع الحسره تحرك شفتاها ببطء شديد لعلها تستطيع التكلم :
عرفت إني مريضه بالسرطان من قبل فراحكم بحوالي أسبوعين .
كنت كويسه والدكاتره قالوا لي في امل أنك تخفي .

بس لما رحت... بعد اسبوع للدكتور... من تاني قالي إن المرض في اسبوع... أنتشر في جسمي بسرعه جدا .
وبعدها بتلت أسابيع...  بدأت مقدرش أمشي ... وبدأ التعب يظهر عليا والعلاج مبيأثرش...ولا ... ولا بيخفف الوجع .

من شهر بالظبط.... وأنا هنا في المستشفى...... عيني مشافتهم حاجه غير الممرضه.... اللي بتجيلي كل يوم ...والدكتور.
زي ما انت شايف شعري... وقع... وأتبهدلت مع كل يوم كان بيعدي عليا .

صمتت تبتلع ريقها بصعوبه تطالعه بوجه ملئ بالدموع تردف بوجع وضعف : الموت بقي قريب مني اوي .
و الدنيا صغرت في عنيا اوي ...عرفت أننا مفيناش الا لسان ووقت التعب.... بيكون كل همنا أننا نخف.

أكملت بصوت متحشر : انا أفتريت كتير ... وأذيت ناس كتير اوى أولهم ... كانت بنتي .
أغمض عيناه يتذكر ملامحها التي كانت باهته وعيونها الدامعه دائماً حتي تزوجها.
يستمع لحديثها البطيء الذي أتعبها : الورق ...ده ..زي .. ما شوفته عقد بيع الشقه باسم نورهان .

أخذت تسعل بتعب تحت مطالعته لها بملامح جامده تهتف بصوت متقطع : متقولش لنورهان .... إني .... تعبانه .
ووو ..و لما أموت قول ليها تسامحني وتدعيلي... بالرحمه .
حرك شفتاه يحاول البحث عن كلمات يخرجها من جوفه لكنها أبت الخروج .

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن