الفصل العاشر

15.5K 431 75
                                    

«الفصل العاشر»

*صلّ على سيدنا محمد*

في المساء

تجلس تفرك يدها بتوتر حل عليها بعدما تركهما كلاً من والدتها و أمير وحدهما في الغرفه و لكن تاركين الباب مفتوحاً ...فإذا أجتمع رجلاً مع أمرآه لا تحل له وحدهما يكن أبليس ثالث ...وهي لم تصبح زوجته بعد.

رفعت رأسها توجه عيناها مباشرة نحو عيناها تقطع ذلك الصمت المخيم علي كلاً منهما بصوت قوي أصطنعته بجدارة : نعم يا حازم.
ينظر لها بهدوء ...يتفحص مظهرها البرئ ...توترها الذي بدأ واضحاً من فركها ليدها .

ليتحمحم قليلا قبل أن يهتف بجد : محتاح أتكلم معاكي في حاجات كثير و ..
قطعت حديثه بإسراع تهتف بصوت خافت :مش عايزه أسمع حاجه لو سمحت يا حازم... أحنا مش.. قطعت باقي حديثها لا تعلم كيف تخرج كلماتها ...ولكن يجب عليها فعل ذلك .

أغمضت عيناها بألم... أوشكت علي البكاء ستبكي حتماً الان ...عادت تهتف من جديد بصوت متحشر:
حازم أحنا مش متفقين مع بعض... انا ما بقتش قادره أستحمل أكون ضعيفه أكثر من كده.

وجهت بصرها نحوه تهتف بعتاب :
تعرف يا حازم ..؟ انا ما كنتش ضعيفه كده ...وعمري ما كنت ضعيفه... لكن ضعفت لما قابلتك ...مكنتش كدا و بفضلك أنت يا حازم أنا خسرت قوتي ....أنا

قاطعها بهدوء : مي أسمعيني ..
مسحت دموعها بعنف وهي تقاطعه بوجع أنغرس في قلبها : كفايه لحد كدا يا حازم ...بالله عليك كفايه لحد كدا... أحنا مننفعش لبعض .

ضيق عيناه وهو ينظر لها يسألها بتوجس : يعني أي ..؟
ضيقت هي الأخري عيناها وهي تطالعه بتحدي ملاء مقلتيها تهتف بقوه مصتنعه وهي هز رأسها بخفه : اللي فهمته يا حازم... اللي فهمته .

جز علي أسنانه بشده ليتسأل بهدوء غاضب: أحب أسمعه.
هزت رأسها عده مرات تهتف : تمام
ومن ثم نظرت للأسفل وهي تقضم شفتيها بقهر ولكن ثوان قليله كانت ترفع بصرها تطالعه مردفه بصوت قوي : كل شيء قسمه و نصيب ...ربنا يكتب ليك الخير مع اللي تقدر تزرع حبها في قلبك .

إلي هنا لم تحتمل لتنزل دموعها بقهر مردفه برجاء : بس بالله عليك متبقاش قاسي عليها .
حركت دبلتها تحاول خلعها تنظر لها بألم ينهش بقلبها ...لتسمعه يهتف بتحذير : الدبله متتقلعش .

رفعت رأسها تطالعه بدهشه ... لن يتوقف عن بروده ...لن يتوقف عن أوامره ...ظنت ان رده الفعل لن تكون بتلك البرود ولكن خذلها كعادته ...حسناً كانت محقه في قرارها .

وضعت الدبله بهدوء علي الطاوله الموضوعه في منتصف الغرفه تردف ببرود مصتنع أخفي الكثير : مع الأسف مبقاش ينفع تأمر و تنهي يا دكتور حازم.

أردف بتحذير و نبره جاده حينما وجدها تهم بالخروج من الغرفه : قسماً بالله يا مي لو مرجعتي مكانك لتشوفي وش تاني .
صمت كثيراً ...جعلها تهتف بما يملأ قلبها ...يعلم أنه أتعبها كثيراً ...توقع صراخها ..توقع بكاؤها ...توقع أي شيئاً سوي ذلك القرار ... فهو يعلم بحبها ولكن هل من الممكن أن يكون قد زال .

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن