الفصل الثالث عشر

13.1K 373 95
                                    

«الفصل الثالث عشر»

*صلّ علي سيدنا محمد *

في المساء كان يقف أمام المرآة يتطلع لهيئته الطاغيه بملامح سعيده ...بعدما أغلق مع أحمد صديقه ورفيق دربه ...يحمد الله كثيراً لوجوده بجواره ...دائما ما يكون الاخ والصديق و آلاب له في بعض الأوقات ...رغم أنهم بنفس العمر .

يشكره كثيراً لما يفعله معه ولما مازال يفعله ...يشعر بالإمتنان له ...فهو سبب سعاده اليوم ...لولاه بعد الله ما كان اليوم زواجه من محبوبته ...نعم في ذلك اليوم الذي ذهب حازم وتحدث مع مي لحل كل ما بينهم ...كان بسبب تشجيع أحمد له .

وضع يده علي وجهه يتذكر صفعه أحمد له حينما أخبره بعلاقتهم ...غضب كثيراً من حماقه صديقه ...فهو كان يعلم بحبه وعشقه لها منذ زمن طويل رغم أنكاره إلا أنه كان يفهمه ... كأن الصفعه جعلته يفوق من أفعاله ...أبتسم حازم لتفكيره و ألتفت يأخذ ساعته وهو ينظر ليري كام الساعه .

وضع عطره الفواح وهو ينظر نظرة أخيراً لنفسه برضا ... ومن ثم خرج من الغرفه متوجهاً نحو غرفه الذكريات .
أبتسم بأشتياق بعدما فتح الباب ...ليسير نحو الألبوم الخاص بصور والده ووالدته ...وضع يده علي أحدي الصور الجامعه لكليهما معاً يتحسسها ببطئ شديد .

أبتسم بدمع قد ألتمع بعيناه...هتف بإبتسامه كأنه يراهم وهم كذالك.
:وحشتوني كتير جداً ...عارف أن كل يوم بدخل أقول انكم وحشتوني...بس دي الطريقه الوحيده اللي اقدر أوصل ليكم بيها أحساسي ... النهارده أنا جاي أقول ليكم أني حققت مرادكم ... ووصيتك يا أمي بتتحق النهاردة
... أنا و مي فراحنا النهاردة.

مسح أحد دموعه التي سقطت رغماً عنه:
كان نفسي تكونوا معايا النهاردة أووي... كان نفسي أحضنكم و أبوس أديكم قدام الناس كلها ... وجه بصره نحو وجه أمه : كان نفسي أشوف أبتسامتك وفرحتك يوم فرحي...كان نفسي في حاجات كتير أووي أعملها معاكم سواء قبل كدا أو النهارده.... بس مع آلاسف ماليش نصيب في ده ...عارف أنه الخير ليا و أن ده القدر ...علشان كدا أنا راضي .

لأني عارف أنكم واقفين جمبي دلوقتي و سامعين كل حرف بقوله ... هاجي ليكم بكرا أن شاء الله بس مش لوحدي ... مسح دموعه براحه يده وهو يبتسم بهدوء وهتف بنفس أبتسامه كل يوم :نختم كلامنا بقي بنفس الكلمه ...أشوفكم في الجنه إن شاء الله .

أغلق الألبوم وهو يتنهد براحه ملئت قلبه ...ليلقي نظره سريعه علي كل ما يوجد بالغرفه ...ومن ثم شق طريقه نحو تلك المحبوبه .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تجلس علي الفراش تجهز نقابها ،  تتابعه من خلف المرآة بعيون دامعه ، تنهدت تتأمله بتلك الحله السوداء  ، مظهره جذاب للغاية ، يا الله!
أعطته رونقاً فريد من نوعه ،  تسألت في نفسها ومتي لم يكن أحمد المنشاوي بكل تلك الجاذبيه.!

تراه يعدل من ياقته وهو ينظر لنفسه بالمرآه برضا ليضع عطره الفواح ومن ثم أخد هاتفه مع هتافه بجمود دون النظر لها : مستنيكِ بره .
‏أغمضت عيناها بتعب وهي تضع وجهها بين يدها تتنهد بصبر متذكرة شجارها معه في الصباح حينما أرادت الذهاب مع مي مركز التجميل.

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن