أقتباس

70.8K 680 44
                                    

«أقتباس»

بعد حوالي ساعه كانت تحيط بنفسها داخل الفراش ، تغمض عيناها حينما شعرت به يفتح باب الغرفة بهدوء غاضب ، طالعها بملامح هادئة للحظات قبل اقترابه منها يقف أمامها مباشرة ، يضم يداه إلي صدره بهدوء مصطنع ، يعلم أنها مستيقظه يظهر ذلك من ارتجاف عيونها وجسدها ليهتف بعد لحظات بهدوء عكس ما بداخله : فتحي يا مياده .

رغم رغبتها في فتح عيناها إلا أنها زادت من إغماضها بلا أرادة منها ، لا تود رؤية الحزن في عيناه وربما الغضب القليل أيضاً .
ليتنهد الآخر بعدما طالعها لبضع ثوان أخري حتي تسأل بنبرة هادئة : هتمثلي انك نايمة كتير ؟!

تنهدت تفتح جفونها ببطء تنظر له بحزن ظهر واضحاً داخل مقلتيها ، ليباغتها بنظرات أعلمتها كم غاضب هو ، طالعها للحظات قبل هتافه بنبرة هادئه مصطنعه : عاملة نفسك نايمة ليه ؟!

ضغطت علي يدها بتوتر داهمها من نبرته الهادئة ، لتفتح فاهها بعد ثوان تردف بنبرة يشوبها الحزن : أنا تعبانه وجايلي نوم .
رفع حاجبيه يطالعها بابتسامه باردة قبل ترديد كلماتها : تعبانة ، وجايلك نوم !

زاغت ببصرها في جوانب الغرفة ، تحاول فتح فاهها ومحاورته ، لكن الكلمات لم تسعفها إلا بجملة صغيرة وكأنها لا تعلم سبب غضبه كانت كفيلة بثوران غضبه الذي حاول كبته : أحمد ايه اللي حصل ؟

رفع حاجبيه يسألها بنبرة غاضبة : حصل ايه ، أكمل بصوت يشوبه السخرية : مش عارفه حصل ايه ؟!
تنهدت تهز رأسها بنفي رغم علمها سبب غضبه ، أتراه يدلك مقدمة رأسه لعده ثوان تحت مطالعتها له حتي
رأته يتحرك من أمامها ليحضر أحد الكراسي.

ومن ثم يعود ليضعه أمامها حتي يجلس فوقه بهدوء غاضب ، أردف بهدوء مصطنع بعدما بات يجلس في مواجهتها : طالما مش عارفه يبقي أفهمك أنا .

ظفر يسألها بنبرة غاضبة: أنا قولت لما يكون حد هنا تلبسي ايه .؟!
أبتلعت ريقها تجيبه بنبرة تحمل الخوف القليل : ألبس الاسدال .
رفع حاجبيه بحده يطالعها بعيونه الغاضبه ليسألها بهدوء مصطنع : يعني قولت ؟!

صمتت تطالعه للحظات حتي هزت راسها بإيجاب جاعله إياه ينتفض من موضعه يقترب منها أكثر متسائلاً بهدوء غاضب : وأنتِ عملتي أيه .؟!
تنهدت تهتف بعدما أشارت بملابسها القصيرة : قعدت كدا ، قدام أمير .

نزلت دموعها حينما ضغط علي معصمها تستمع لهتافه بغضب مشتعل : أنا مش نبهت عليكِ الصبح ..؟!
هزت رأسها تردف بحزن متناسية ضغطه علي معصمها ، : أحمد أنا معلمتش حاجه لكل ده.

‏كانت كلماتها وسيلة بسيطة جعلته يردد كلماتها بغضب حارق : معملتيش حاجه.
هزت رأسها بإيجاب تردف بصوت باكي : أمير بيكون أخويا يا احمد .
‏هتف بغضب دفين مطالعاً ملامحها : أخوكِ .
أكمل بمشاعر غاضبة تفور داخله : كام مرة نبهت عليكِ متقعديش باي لبس قصير قدام أي حد؟

أغمضت عيناها لتناسب كل الدمعه المعلقه باهدابها تردف بحزن داخلي : أحمد دراعي وجعني .
نظر لها مطولاً ، متفحصا مظهرها الضعيف وعيونها الحمراء من البكاء ، وجهها الذي كسته الحمره ، ليزوغ ببصره ناحية معصمها للحظات حتي تركه بغضب من نفسه ، لم يشعر بحاله وهو يقترب منها وهاهو معصمها قد تغير لونه من ضغطه عليه .

ابتعد عنها بغضب داخلي ، نيران الغيره تشتعل داخله ، غاضب لكونها لم تستمع لكلماته ، حتي لو كان شقيقها هو يغار عليها ، بينما هي تابعت تحركه بعيداً عنها ، تحاول جاهده فهم ما يدور في رأسه .

حتي سمعته بعد دقيقة من الصمت مرت عليها بصعوبة : بصي بقي عشان أنا زهقت من تكرار نفس الكلام كل مرة ، مهما اتكلمت مفيش فايدة ، اقولك أنا لا هزعق ولا هتعصب أكتر من كدا ، فأبعدي عني و متتكلميش معايا لحد مهدي ، لأني حقيقي علي أخري .

ثوان وكانت تستقيم في وقفتها ، لتتقدم نحوه بارهاق تهتف بحزن داخلي وعيون دامعة : بالله بلاش تسكت ، مبحبكش تسكت ، حقك عليا مش هعمل كدا تاني .
تنهد يهز رأسه نافياً يردف بنبرة هادئه نسبياً : ميادة سبيني أهدي الأول وبعدها نتكلم.

هزت راسها نافية تردف بألم داخلي بصوت مبحوح : طيب أتعصب عليا ، زعق ، أعمل أي حاجه لكن مسكتش بالله يا أحمد.
رفعت يدها تهزه بضعف حينما طالعها بنظرات جامدة تهتف به بنبرة حزينة : أحمد رد عليا .
نظر لها بضع ثوان حتي أغمض عيناه يردف بنبرة هادئه: دي مش أول مرة .

أكمل بعدما ثبت بصره عليها يطالعها بلوم ، لتقابل هي نظراته بنظرة غائمة ، مليئة بالحزن : انا مخنوق دلوقتي بلاش نتكلم عشان خاطري.
هزت راسه بموافقة تسأله بعدما رأته يتحرك ناحية المرحاض : احط الأكل؟

هز رأسه نافياً يهتف بنبرة هادئة قبل دخوله للمرحاض ليستحم : مش جعان .
تحركت تجلس علي فراشها تضع وجهها بين يديها تبكي بنبرة منخفضة ، حقاً لم تود أغضابه ، لكنها أخطأت قد أخبرها أكثر من مرة بأن جلوسها أمام أحدهم ايان كان من هو بتلك الملابس يغضبه .

مرت دقائق حتي شعرت به يفتح باب المرحاض ، لترفع يدها تمسح دموعها قبل تحركها أمامه لتخرج له ملابس لكنه أشار لها بيده قبل هتافه: انا هطلع لبسي .
نادته بصوت مبحوح فاستدار يطالعها بهدوء حتي تحرك ناحيتها يقبل رأسها بحب لتغمض هي عيناها براحه ، ليردف بنبرة هادئة : سبيني أهدي الأول وبعدها نتكلم .

ابتعد عنها يطالعها بمشاعر هدأت قليلاً من ثوران غضبه ، لتهز رأسها بموافقة رغم تعب قلبها ورفضها لذلك الصمت الذي تعرفه جيداً .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تابعوني +تصويت للروايه.

دمتم سالمين وفي حفظ الرحمن.

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن