الفصل الثالث

24.1K 540 34
                                    

«الفصل الثالث »

*صلّ على سيدنا محمد*

بعد منتصف الليل بقليل ، رمشت بعيناها عدة مرات محاوله منها لفتحهما ، نظرت لجوارها لتجده ينام بعمق لتبتسم تلقائياً بعشق ، و تميل عليه تقبله عند جبينه قبل تحركها من جواره ، لتخرج  إلي الخارج حتي لا توقظه من نومه .

فهو ظل بجوارها مستيقظاً حتي غفت و سييتيقظ في الصباح الباكر لعمله ، جلست علي أحد الكراسي بإهمال ، لتوجه نظرها نحو يدها بعدما امتدت يدها الأخري تمسكها بتعب ، مالت برأسها علي الأريكة تحاول كبت دموعها من ألم يدها .

مرت لحظات علي تأملها ليدها لتنزل دموعها رغماً عنها ، لتتنهد ترفع رأسها حينما وجدت يده الحانيه قد وضعت علي كتفيها ، لترفع عيناها المملوئة بالعبرات ، تطالعه بألم لثوان ، لتنفرج شفتيها تلقائياً بإبتسامة هادئة من نظرات عيناه الحنونة لها .

جلس جوارها يجذب يدها نحوه ، يتمعن النظر لها متفحصها بتركيز شديد ليرفعها الي فمه يلثمها بعشق جارف ، قبل سؤالها باهتمام : لسه بتوجعك ؟
أنفرجت شفتيها بابتسامه هادئة مع هتافها بألم : بتوجعني شوية .
طالعها بحزن لالمها ، ليتنهد بعدما استقام في وقفته يردف بنبرة هادئة : ثواني وجاي .

دلف إلي الغرفة يبحث عن الدواء ، ليحمله ويأخذ هاتفه ومن ثم عاد مرة أخري جلس بجانبها .
سألها بعتاب بعدما فتح الكريم ليضعه علي يدها : مصحتنيش ليه ؟
طالعته تردف بصوت خافت : محبتش اتعبك و اصحيك علشان شغلك بكرا .

حدجها بنظرات امتلئت بالغضب الخفيف ليردف بجدية : عمري ما اتعب منك ابدا فاهمه.
لتبتسم له تهز رأسها بإيجاب وهي تتابعه حينما فتح  هاتفه ليهاتف أحدهم ليأتيه الرد سريعاً .

هتف بنبرة هادئة : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أبتسم الآخر سريعاً يرد السلام : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
أكمل باهتمام : أزيك يا عمنا عامل ايه؟
أبتسم يجيبه بهدوء : بخير بفضل الله يا محمد.
أنت اخبارك اي ؟
أبتسم الآخر يردف بنبرة مرحة: احسن منك .

أبتسم احمد يردف بمرح هو الآخر :انا محدش يعرف يبقي أحسن مني ياض انت  ، ده انا أحمد المنشاوي

ليضحك الاخر يردف بضيق مصطنع : مفيش فايدة مهما كبرت هتفضل مغرور.
أبتسم يؤيد حديثه ومن ثم أكمل سريعاً : المهم يا ابني انت في البيت ؟
أجابه بنفي : لاء لسه هقفل الصيدلية كمان عشر دقائق كدا واروح.

أبتسم بارتياح يردف : طيب خليك عندك انا جاي لك حضري لي بس الدواء اللي هبعتلك صورته علي الواتس .
أنهي اتصاله بالتفاته لتلك الجالسة أمامه تطالعه بابتسامه بلهاء واسعة .

ليبتسم لها يسألها بهدوء : ايه سبب الإبتسامة الحلوة دي ؟
نظرت له للحظات بصمت تردف بهدوء : تعرف أن حرق ايدي رجعلي حاجات كتير .

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن