الفصل السادس والاربعون

5.6K 204 141
                                    

« الفصل السادس والاربعون »

*صلّ علي سيدنا محمد *

تجلس في السياره تتابع الطريق بمشاعر مشتته ... و نظرات جامده تحت مطالعته لها بين الحين والآخر.
وحديث الأمس يدور بعقلها مشتتاً ما بقي من تفكير داخله .

‏ضغطت علي شفتيها حينما تجمع أمام عيناها مشهد والدها وهو يحتضر قبل وفاته .
‏كلمات والدتها حينئذن ودعائها بأن يريحها الله منه نظراً لأنها تعبت كثيراً من طول فترة علاجه .

رغم أنها كانت صغيره لا تفقه شيء إلا أن ملامح والدها لم تغيب عنها ولو لثوان .
لم تنسي أذنها ما سمعته من دعوات والدتها عليه وقت أحتضاره .
لم تنسي تلك النظره التي أودعها إياها قبل وفاته وكأنه يتخيل حياتها بعد وفاته .

أبتسمت ابتسامه بسيطه متذكرة أخر قبله أخذتها منه علي وجنتها اليمني قبل موته بساعات معدوده .
تبدلت ملامحها مرة أخري لابتسامه ساخره متذكرة رده فعلها بعد وفاته بيومين.
كيف تبدل حالها من الحزن والبكاء الذي أصطنعته بجداره لملامح لا تفارقها الضحكه.

هزت راسها بضيق لا تصدق بأنها تتذكر كل المشاهد واحداً تلو الآخر وكأنها قصه تري أحداثها أمامها رغم صغر سنها وقتها إلا أنها لم تنسي يوماً قط.
لا تود أستجماع مشاعر سلبيه الآن فهي ذاهبه لزيارتها ورؤيتها حتي تبرها في مرضها .

ذاهبه لفعل ما أمرها الله به رغم وجع قلبها منها ... لن تنكر أن قالت بأن ذهابها الآن ليس إلا لإرضاء الله .

إلتفتت تطالعه بملامح خاويه من أي تعبيرات للحظات حتي أستدارت مرة أخري تتابع الطريق لتتبعها يده التي ألتفت حول خاصتها فاستدارت مرة أخري تطالعه بهدوء ليبادلها تلك المرة النظره بابتسامه هادئه....ومن ثم عاد مرة أخري يتابع الطريق بعنايه .

بينما هي أسندت رأسها علي زجاج النافذة واغمضت عيناها بهدوء تتخيل مظهرها كما وصفه أمير لها لدقائق حتي فتحت عيناها باضطراب قبل أعتدالها في جلستها ترفع يدها ببطء تضعها علي قلبها بملامح جامده من ذلك الشعور الذي راودها .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تقدم منه يضع وساده تحت رأسه ومن ثم جلس بجواره يهتف بابتسامه هادئه : نورت بيتك يا عم عبدالرحمن.
أبتسم يطالعه يهتف ببشاشه: نور بوجودك يا حبيبي.
بادله الابتسامه بهدوء بعدما أستدار يطالع دخولهم سوياً بهدوء .

أردفت سميه بتعب بعدما جلست بجواره : حمدلله علي السلامه يا حج .
أستدار يطالعها للحظات قبل هتافه بابتسامه هادئه ونبره متعبه قليلاً : الله يسلمك يا سميه .
بينما أستدار يطالع تلك الواقعه تتابعهم بهدوء يشير لها بيده لتتقدم نحوه بابتسامه تجلس بجواره .

هتفت الحجه سميه بابتسامه بشوشه لاحمد: تعبناك معانا يا أبني .
طالعها للحظات قبل هتافه بعتاب : تعب ايه بس يا أمي...!! هو أنا مش زي ابنكم ولا ايه.؟!
أبتسمت تهتف سريعاً : أنتِ بتعمل معانا اللي أبننا نفسه مكنش هيعمله .

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن