3. TROIS

94 31 45
                                    

دائماً هناك لغة مفقودة، علاقات ناقصة، وأشخاص مهمشين، وأحداث مكررة، دائماً هناك فراغ رغم ازدحام كل شي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

دائماً هناك لغة مفقودة، علاقات ناقصة، وأشخاص مهمشين، وأحداث مكررة، دائماً هناك فراغ رغم ازدحام كل شي.

__________________

.. أرضية مليئة بِدم، دم شخص يُحُب أن يری نفسَهُ
ينزِف كي يرتاح. دم شخص يُحِب جرح نفسه
بأبشع الطرق كَي يهدأ. رغم كُل شيء حصل وسيحصُل معهُ هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعَل
مِن حقده كُرهِه ،وغضبِه يتلاشوا
ذالِك الجسد مُستلقي علی الأرض بِضُعف جاعِلاً
مِن ملابِسه تتحول للون الأحمر الداكِن، أنفاسِه مُطَرِبة
وعرقُه شديد. هو الآن في حالَتِه المُعتادة، حالتِه
التي يُصبِح بِها كالأحياء الموتی. سِّر مرضِه النفسي
والعقلي الذي خبأهُ طوال السنوات الماضية. مرضِه الذي يُريد أن ينتهي مِنه لكنِهُ لا يستطيع.

حُبِه لأذية نفسِه، رؤية دمائه تسيل بغزارة كي يهدأ
كي يُخفِف عن شُعورِه بالغضب والحُزن.
هاذا هو المرض النفسي الخَطير بِذاتِه.

________________
قَبل أربعة عَشرَ عاماً

.

.

.

-- " سيدي قد وجدتُ فتی مرمي بالشارِع، وأظنُه يبلُغ
الرابِعة أو الخامِسة عشر مِن عُمرِه!!.
وقفَ الضابِط مِن قِسم شُرطة بوسان بِتعجُب، لِيقُل
عاقِداً كِلا حاجبيه بِأستغراب: -- " أين وجدتُه؟.
و لِماذا يبدوا علی ملامِح وجهِك القلق هاكذا؟..
لِيُجيب ذالك المعني بِسُرعة: -- " سيدي جسدُه مليئ بِالجُروح، ويداه أيضاً مليئة بالدماء ويبدوا أنهُ
فاقِد للوَعي تماماً. وقد وجدتُه بِأحدی الأزِقة.

" حَسناً أحضِره للقسم!!. "

.. خرَجَ بأستعجال مُنفِذاً أوامِر رئيسِه. لِتمُر دقائِق،
سريعة إِلاّ وهو عائِد للقسم وحامِلاً بِيداه الفتی
الذي تكلم عنه. بالفعل حالتُه كانت سيئة، إن كان مِن ملابِسه التي باتت مُهتَرِئة وَمُمزقة شعرُه المُبعثر المُتَسِخ بالإِضافة لِجسدِه الذي يملأُه الجروح والدِماء.
-- " ضعهُ علی الأريكة.. كان كِلا الضابِطان
مُتعَجِبان مِن منظَر ذالك الفتی. لِيردِف رئيس القِسم
بِهدوء وهو يتفحص الفتی قائِلاً: -- " أظُنه مُشَّرد.
أومأ الآخر بِموافقة ليسأل بِفضول:
-- " أجَل أظُنه مُشَّرد لكن لِماذا يداه وجسدُه مليئين
بالدماء هاكذا؟.. هل يُعقل أنَّ أحدِهم إِعتدی عليه!!.
بدی رئيس القِسم شارِداً بالفتی الذي وجدوه.
ليتقدم جالِساً علی مُستواه. ومِن ثُمَّ بدأ بلمس تِلك
الجّروح بيدِه. وفي كُل الجِهات ليستنتِج أنَّها:
-- " جُروح ناتِجة مِن شيء حّاد، كالسِكين أو قِطعة زُجاج.. ليتنهد الآخر بِقلة حيلة -- هَل ننتَظِرُه لحين أن
يستيقط، أم ماذا؟..

 السَيد الفرنسي || 𝐌.𝐑 𝐅𝐑𝐀𝐍Ç𝐀𝐈 +18Where stories live. Discover now