1_ الفصل الأول "قَـرار!"

5.4K 303 308
                                    

الفصل الأول.
«مُعَاناة كَالسُكَر»

__________________________

نتخذ قراراتٍ عدة بإختلاف أنواعها في وقت حماسي، نكاد نَظُن أنها لصالحنا وإن ما كانت كذلك؛ نسحق الكثير من الضحايا بطريقنا وأولهم من أهتم بكل صغيرة تخصُنا!.
__________________________

تسللت أشعة الشمس الدافئة تُعلن إنتهاء ليلة شتوية قارصة، أشعة تتقلب بها قلوب الكثير والمُعضلات الأكثر، يوم جديد وُلِد بقدومه أحداث جديدة لحياة الجميع، في مبنى ثلاث أدوار خاص بـ عائلة «المهدي» والذي يسكُن الطابق الأول الأبن الأكبر «يوسف نصار المهدي» وزوجته «كريمة» وأولاده «كرم، إسلام، رَوان»، بينما فالطابق الثاني كان يسكُن الأبن الأوسط «أحمد نصار المهدي» وزوجته «نهال» وأولاده «يونس، سلمى، سمر»، وأخيرًا، الطابق الثالث الخاص بـ «خالد نصار المهدي»، وهو الأبن الأصغر لعائلة المهدي وزوجته «أمل» وأولاده «عصام، حور، سما»..
داخل غرفة ليست بكبيرة تحركت بِرقة تلك الستارة البيضاء المنقوشة بزخارف ذهبية أثر نسمات الهواء، عَكَر صفو الهدوء الصباحي ذلك المنبة الخاص بالفراش الأيمن دون إجابة خمس مراتٍ مُتتالية وكأن صاحبُهُ في بياتٍ شتوي!

- "حور حرام عليكِ كل مرة هصحى على صوت المنبة وأنتِ لا!"

صدر هذا الصوت الشبه معدوم من الفراش الأيسر بينما تحركت هي من الفراش الموازي وقامت بإخراج رأسها دون فتح مُقلتيها، بحثت بيدها بتعثُر لتصل إلى الهاتف وقامت بإغلاق المُنبة، جلست تُحرك ذراعيها فالهواء عدة مرات لتفك عضلاتها المُتخشبة، ارتدت حِذائُها المنزلي وقامت بلف شالها على كتفيها وتحركت ناحية الخارج بنتثاؤب..

- "صباح الخير يا بابا."

تفوهت حين وجدت والدها "خالد" يجلس فالصالون وبيده جريدة كعادته كل صباح، ابتسم هو الأخر بحب نبع من مُقلتيه مُجيبًا:
- "صباح النور يا حور."

أقتربت تطبع قُبلة على رأسه سائلة بِحيرة:
- "صاحي بدري ليه مش النهاردة أجازة؟"

أبتسم "خالد" بملامح هادئة ثم أجاب مُفسرًا:
- "جاني قلق كدا ومعرفتش أنام مـ أنتِ عارفة قلقي فـالشتا."

- "إلا عرفاه يبابا أنا أصلا نمت بصعوبة، أبسط يسيدي أهو ورثت قلق الشتا منك."

- "كلك نسخة مني يا حور."

أبتسمت بحنان على إعترافه اللطيف ثم قبلت جبينه مرة أخرى واتجهت ناحية المرحاض، وما إلا ثوانِ أتاها صوته من الخارج وهو يقول:
- "هعمل الفطار بقى نفطر سوا."

أخرجت رأسها وفرشة الأسنان بفمها قائلة بضجرٍ:
- "مـ بلاها فطار!"

حرك عُنقه بقلة حيلة؛ دائمًا ما تكره وجبة الإفطار، كم تمنى أن تختفي تلك العادة وتنتظم في مواعيد الأكل فأصبحت كعود الثقاب بنظرُه!

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن