الفصل العشرون.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
_________________
كَالسُكر أنتِ
تذوبين بي لتُحييني!
________________
كانوا اربعتهم يختفون خلف حائط في بقعة مظلمة نوعًا ما، يتمتمون بكلماتٍ هامسة لبعضهم بعضًا، وبعد طول إنتظار ظهر "آسر" بهيئته المُلثمة وكأنه ينتظر أحدًا ما، وفالوقت ذاته تحدث "إسلام" بغيظٍ واضح:
- "آه يا آسر الكلب."
تحدث "يونس" بسخرية موجهًا حديثه إلى "إسلام" بطريقة غير مباشرة:
- "أبويا دايمًا كان يقولي جملة الصاحب شبه صاحبه، أخدت طول عمري أضور على معناها لحد النهاردة، إسلام دلوقتي وضحلي معنى الجملة"
ضحك "عصام" و"كرم" بخفوت بينما تعكر وجه "إسلام" الذي كان يطالعه بحنقٍ ثم أردف بإنفعالٍ هادئ:
- " جرا إيه يا إبن نهال!!"
فرد "يونس":
- " جرا إيه يا إبن كريمة؟"
لوى شفته بحنقٍ ثم سأل بضجرٍ:
- " جبتوا الواد دا ليه؟"
______________________
كان كل من "عصام" و "كرم" يجلسون على المقهى وهم يتحدثون مع "إسلام" بالهاتف الذي تفوه بإستعجال:
- " تعالولي على اللوكيشن اللي هبعته دا بسرعة"
أردف "عصام"
-" بطل هزار يا إسلام وتعالى هنروح البنات مستنينا على العشا"
-"عشا إيه يا عصام بقلك تعالولي بسرعة، بكر أتصل بيا وقلي أن آسر رايح يجيب البودرة، المهم وأنتوا فالطريق رنوا على الظابط تمام؟"
نثر "إسلام" ليأتيه تنبيه "كرم" القلق:
-".طب متتحركش من عندك ولا تعمل أي تصرف غبي لحد منجيلك"
-"طيب ماشي، هاتوا يونس معاكم عشان تليفونه مغلق."
____________________
مط شفتيه حين لاحظ نظرات "كرم" و "عصام" الساخطة له ثم ضرب كفه بجبهته على غباءه المُفرط وحينها مال على "يونس" هامسًا:
- "عارف اللي مصبرني عليك إني مش فاضيلك دلوقتي"
ثم وجه حديثه إلى "عصام":
- "عصام فين الضابط صاحبك اللي قلت هيوصل بعد 10 دقايق؟، الـ 10 دقايق عدو وصاحبك لسه موصلش!"
- "مش عارف والله المهم أنه لحد دلوقتي لسه الراجل بتاع الزفت دا مجاش، على الأقل في قدامنا وقت، وأنا هحاول أرن عليه مرة تانية."
أومأ "إسلام" بتفهمٍ بينما تحدث "كرم" بإستفسارٍ:
- "هموت وأعرف جييله قلب إزاي يقف ويستنى الزبالة اللي بياخده دا، مش خايف من ربنا؟"
تفوه "عصام" من الخلف:
- "اللي زي دول يا كرم بتكون الدنيا عملتلهم غسيل مخ، بتغسل دماغهم من كل حاجة غلط و حرام وبيفتكروا أنها دايمة طول العمر، ما يعرفوش انها فانية وأننا فسباق مع اللي بيزينه لينا الشيطان فالدنيا وبنفتكرها جنة"
YOU ARE READING
مُعَانَاة كَالسُكَر ✓
Romanceرُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ كـنجاةً لي من موج أحزاني، ظننتُ أن كل ما يمُر ثقيل؛ إلى حين وجودكَ أصبح بخفة الريشة.. أصبَحَت بقُربكَ كُل مُعَانَاتي كَالسُكَر. ♡
