2_الفصل الثاني "مشاعر"

2.9K 254 250
                                    

الفصل الثاني.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
__________________

كيف لإنسان إعتاد العطاء المُفرط لمن حوله أن يهتم بمُراعاة ما يُريد!
___________________

انتهت بصعوبة من تناولها للغداء، كانت تُظهر أنها بخير فقط حتى لا تتعرض لدوامة الأسئلة التي لا تنتهي من والدتها، دلفت تجلس بمنصف الفراش بدون ذرة طاقة للنقاش ولكن ما سيحدث لابُد منه، دلف "عصام" أخيها الذي يكبُرها بثلاث سنوات وبيده كوب الشاي، أغلق خلفه الباب ثم جذب مقعد المكتب ووضعه أمامها..

- "إيه الخنقة دي يابنتي متفتحي الشباك كدا خلي الهوا الطبيعي يدخل."

قالها وهو يهُم بفتح النافذة ثم جلس أمامها سائلًا بإهتمام:
- "حصل إيه؟"

قامت بفتح هاتفها ومدته إليه بأصابع مُرتجفة، أخذ هو يقرأ ما بُعث بهدوء تام لتقول بصوت مُتحشرج:
- "كنت دايمًا بتغاضى يا عصام كنت دايمًا بحاول اعدي وأمشي الدنيا، كان دايمًا صوته يعلى وأشوف منه حجات وتصرفات أنا مستاهلهاش، كنت بروح وبحكي لماما تقلي عدي، وحاولي تغيري طبعك وأسلوبك، حاولي تقفي جمبه هو مشغول واعذريه، حاولي وحاولي وحاولي، لحد مبقيت أنا اللي بطبطب وأنا اللي بدادي وأنا اللي بعدي، وأنا اللي حتى لو مش غلطانة برجع واتأسف."

ترك "عصام" الهاتف ثم قام بإشعال سِجارته لتُكمل هي:
- "كنت بتحمل عشانه وكنت قادرة أتحمل أكتر، بس هو اللي متحملش ولا عمره أتحمل عشاني، وفالأخر بيقول مش هنكمل."

سأل هو ببساطة:
- "وأنتِ زعلانة عليه ولا على نفسك؟"

سقطت الدموع من عينيها مُجيبة:
- "زعلانة عليه وعلى نفسي، زعلانة عليه عشان عمره مهيلاقي حد زيي وزعلانة على نفسي عشان قللت منها وحطيتها فموقف زي دا"

أطفئ ما بيده ومال بنصف جسده واضعًا مرفقاه على ساقيه مُتحدثًا:
- "أول حاجة الغلط اللي عملتيه إنك استحملتي كل دا منه ومكنتيش بتحكيلي، تاني حاجة شخصية زيه متستحقش إنك تزعلي عليها طول مـ أنتِ عملتي كل اللي عليكِ معاه، تالت حاجة غلطتي فيها هي إستهتارك بنفسك والتقليل منها يا حور، ليه دايمًا شايفه إنك الشخص المؤذي؟، ليه بتشيلي كل حاجة لوحدك!، حلو التمسُك والحب وكل حاجة بس الحب منغير كرامة مينفعش ولو بربع جنية أنتِ فاهمه؟"

لم تُجيب بل ظَلَّ نظرها ثابتًا على بقعة مخفية ليُكمل بنبرة منفعلة بعض الشيء:
- "الكلب دا لو قلب قرد ورن مترديش عليه ماشي؟ أنا هروح دلوقتي أحكي لبابا اللي حصل وهرن عليه يجيني هنا، مش لقيكِ فالشارع عشان يبعت مسج وشغل هبل!"

وقف وتحرك بضع خطوات ثم وقف مُضيفًا:
- "واللي يستاهل إنك تزعلي عليه فالشيلة دي كلها هو تقصيرك كل مرة فحق نفسك، مكُنتيش مُجبره تكملي كل دا، محدش فينا كان هيرضالك اللي كان بيحصل منه."

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now