14- الفصل الرابع عشر "وقتٌ مُمتع"

2.1K 201 44
                                    

الفصل الرابع عشر.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»

____________________

كانت تَذوب بِـمُعَانَاتها كالسُكر ظنًا منها بأنها كافية؛ إلى حين أن تلاشت!
____________________

بالحديقة تحديدًا على المقعد الخاص بـ"يونس" و"كرم" كانوا صامتين وكأن كل منهم بوادي مختلف، فتحدث "يونس" عقب تأففه بضجرٍ:
- " أنا بفكر أسافر واسيب مصر، أصل مس هينع قلة الشغل دي."

تحدث "كرم" عقب سحقه لسجارته بضيقٍ:
- " يابني أنت عايز تجنني!، مش دلوقتي لسه قايل إنك هتهتم بشغل الورشة وتشد حيلك، ولا! أنت شارب إيه ياض؟"

مال بفمه على جانب بضيقٍ وأردف:
- " مـا أنا بصراحة مش حابب شغل الورشة، وعشان مش حابه مش عارف أدي فيه!"

تحدث "كرم" بعقلانيةٍ:
- " يابني يا حبيبي أنت لقيت شغل وقلتلك متشتغلش؟، وبعدين يعني أنت مش لاقي فـبلدك شغل هتروح بره تشتغل إيه؟، سفير الطموح العُليا ولا إيه؟"

تحدث عقب إزاحة كتفه بيده بتكبرٍ:
- " بكرة أبقى حد معروف وغني وتجروا عليا جري ياشوية قرايب كدابة."

عقد "كرم" شفتيه بتقززٍ وأردف:
- " أسكت يا يونس باللهِ، وبعدين قلتلك أعتبر شغلك فالورشة مؤقت، وقت مـا تحب هي مفتوحة فأي وقت."

أجاب بهدوءٍ:
- " طب أنا الدنيا وحاطة على دماغ ماي فاميلي، أنت مالك؟"

-"ماي فاميلي!!"

مال بفمه يؤكد ما قاله ببسمة طفيفة بينما تنهد "كرم" وهو يعدل ياقة سترته مُجيبًا:
- " مش عارف.. حاسس أني فمرحلة غريبة تشبة المتاهة، فترة مريحة ليا حاليًا بس خايف تتعبني بعدين، لا مبالاة لا متناهية نحية كل حاجة، مبقتش حاسس أني بفكر مش عارف اتعودت على دا، ولا فعلًا مخي مبقاش بيشتغل، مبقتش بستنى نهاية اليوم زي كل يوم، بقيت عايش اليوم ساكت وسرحان، معرفش سرحان فإيه بس سرحان وخلاص."

أقترب "يونس" يضع كفه على رأسه وقال بتلقائيةٍ:
- " أنت بتخترف يا كرم ولا إيه؟"

نثر "كرم" يده بقهرٍ:
- " أنا غلطان إني عملتك بني آدم وبحكيلك."

أقترب "يونس" واضعًا مُزاحه على جانب وقال بعقلانيةٍ:
- " بقلك إيه ياض أنا مقلتش الكلام اللي هـقلهولك دلوقتي دا قبل كدا ومش هقوله تاني عشان أنا كريزما، بس أنا بجد بقوى بيك يا كرم واللهِ، دا غير إنك مثلي الأعلى، إعتمادك على نفسك وشطارتك فشغلك، كلامك وهدوئك، روقانك رغم مُعاناتك، حتى مقابلتك وتقبلك للي حصلك بسبب منة الله يجحمها مطرح مهي قاعدة كان عاجبني، أنا لما بضعف بجيبك تقويني يا كرم وبحكيليك اللي مضايقني، و من غير مـا أحس بتخرجني وبتصبرني، أنت حد شاطر والله يا كرم وبتمنى أكون زيك كدا، أو حتى أخد ربع شخصيتك، كان زماني دايسكم كلكم"

أكمل أخر حديثه بضيقٍ مُصتنع جعل "كرم" يقهقه بصوتٍ مرتفع دون وعيٍ منه، نظر إلى ضحكاته بإندهاش تحول إلى ضحكاتٍ متقطعةٍ جعلته يقول:
- " أيوة كدا فرفش يا عم، أنا مش عايز حد مكتئب فالعيلة غيري عشان بحب ألفت الإنتباه."

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Место, где живут истории. Откройте их для себя