21- الفصل الواحد والعشرون "ندوب الماضي"

1.7K 188 25
                                    

الفصل الواحد والعشرون.
«مُعَانَاة كَالسُكَر».

___________________

نشعرُ أحيانًا بأننا سجينين لذكرياتٍ رمادية؛ ولكن أثر الدُخان يبقى ليذكرنا دائمًا بمأساة فشلنا!

_______________

وفي يومٍ جديد دلف "إسلام"من باب المقهى بعقلٍ شارد، يتمنى أن يصبح ما في قلبه خارجه الآن، لايعرف حقًا كيف حدث ما حدث بينه وبينها، تلك الشرارة التي اثبتت وجود مكانٍ لها بداخله، أثبتت هي أيضًا أنها أجمل فتاة قد رأتها عينه على الإطلاق، دلف إلى المكتب وتسطح على الأريكة بثقل، وما إلا ثوانِ حتى دلف خلفه "طارق" الذي كان يراقب هيئته المريبة من الخارج، وفوق ذلك كله لاحظ للتو أنه لم ينتبه لوجوده، حمحم بعلوٍ ولكنه دار بمقلتيه بطبيعية حتى لا يُظهر أنه ليس على ما يرام في حين أنه بالفعل يحتاج إلى المساعدة، إعتدل ليجلس "طارق" جواره، فتنهد بتكبرٍ زائد أكد لـ "طارق" بأنه لن يقول شيء ولكن خيب ظنه حين تفوه دون مقدمات:

- " بحب سلمى بنت عمي يا طارق ودي كارثة بالنسبالي."

ضحك بثغره ثم عقد حاجبيه وسأل:
- " وكارثة ليه؟"

تنهد بضيقٍ:
- " مبحبش أمها."

أردف"طارق" بتشنجٍ:
- "إيــــه؟"

لوى شفته بضجرٍ معيدًا:
- " مبحبش أمها ولا هي بتحبنا، وبعدين دي سلمى يا طارق سلمى"

عاد الحديث بسخرية:
- " دي سلمى يا طارق سلمى!!، منا عارف أنها ست سلمى بنت عمك أيوة مالها يعني سلمى؟"

تحرك من مكانه إلى منتصف المكتب قائلًا:
- " أنا وسلمى صحاب، لا أكتر والله كنا زي الأخوات، إزاي احبها وتحبني إزاي!!"

تقدم عقب لوى شفته وقام بصفعه ونثر بضيقٍ:
- " فوق ياض بدل ما واقسم بديني المرة الجاية هتاخد بوكس يشلفط وشك دا!"

حك خده بضيقٍ ثم جلس على المقعد يقول:
- " سلمى دي بنت بـ 100 راجل والله، ومتستاهلش حد فاشل زيي"

- " ومين قال إنك فاشل؟"

- " أنا قلت، وكل الناس هتقول"

أردف بضيقٍ احتل صدره ثم أكمل:
- " اللي قاهرني إني شفت حبها ليا فعنيها زي م أنا متأكد أنها شافت حبي ليها فعنيا"

أردف "طارق" بسخرية:
- "منين بيودي على فين."

تحدث بتقززٍ:
- " جايب أخري منك خلي بالك!"

ابتسم "طارق" ثم تقدم يربت على كتفه وهو يتحرك إلى مقعده:
- " أرمي اللي شاغلك على ربنا، وأنت مش فاشل؛ عشان هتروح تدير الفرع التاني من الكافية بتاعنا"

إتسعت حدقتيه لوهلة ثم أرخى مقاسمه قائلًا:
- " واديره ليه؟، أنا أصلًا مشاركك منغير مقابل، أنا مليش حق أبقى هنا أصلًا يا طارق، وعمري مهقبل إني أبقى ناجح على حساب تعبك وجهدك فاللي بانيه"

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now