13- الفصل الثالث عشر "سؤال وأجابة"

1.9K 215 55
                                    

الفصل الثالث عشر.
«مُعَانَاة كَالسُكَر.»

_____________________

تنهمر على رؤسنا خيباتُ أختياراتنا ونتحجج بتسميتها دروسًا!
ألا عِظةً مما قد فات ووَلّ؟
ألا خوفًا مِمَا قد مضىٰ وهدم أيامً كان البعضُ يعيش علىٰ ذكراها!
وها أنتَ ذا أيها الإنسان تعزم علىٰ شَق طريقٍ كل يافطاتُه تأمُرك بالرجوع!
_______________________

كانت "نهال" تجلس مُحمرة العينين أثر بُكائها المستمر مُنذُ تشاجرها مع زوجها "أحمد" ، تُفكر فيما قِيل بضيقٍ مُتزايد حجمه داخل رئتيها، وفي الوقت ذاته خرج "أحمد" من الغرفة لينتبه لوجودها، فطالعها بأسىٰ، يعلم أنه تمادى قليلًا أو رُبما كثيرًا، ولرُبما أيضًا ليس له دخل فيما هي به، يعلم أنه ذلك الوميض الذي يُدعى بالضمير، على أي حال تقدم يجلس إلى جانبها قائلًا بأسف:

- " حقك عليا يانهال."

أردفت بتحشرجٍ:
- " بعد إيه يا خالد، بقى أنا؟، أنا السبب فمشاكلك مع أخواتك زمان!، هو أنا اللي قلتلك سيء الظن فيهم وقاطعهم!"

تنهد حين تذكر ما حدث بالماضي مُجيبًا بأسى:
- " أنا ظلمت خالد كتير يانهال، يوسف لما ساب الأرض ومبقاش مهتم وقال طلعوني منها شلت أنا وخالد الأرض على كتافي، كنت حاسس أني المسؤول تجاه أي حاجة بتحصل، وغصب عني اللي حصل مني واللهِ"

أجابت بتبريرٍ:
- " أنا برضو إيه دخلني؟"

تحدث بتوضيح:
- " ملكيش دخل يا نهال، بس عمرك مـا حاولتي تهديني بكلامك ناحية خالد، لما المحصول كله اتحرق يومها وشكيت في يوسف وإن خالد اللي كان السبب، غصب عني كنت بتصرف زي التور، كان دورك تقوليلي أنهم مهما حصل دول أخواتي، كان دورك تبردي ناري وتقفي جمبي، كنتِ دايمًا بتقويني بالغلط، كنتِ بتخليني افتري عليهم وأدوس أكتر، مراعتيش أنه شيطان متملكني، مراعتيش كمان أن يوسف صاحب مرض، وإن خالد ياما كان بيعمل معايا الكويس، البيوت بتخرب بكلمة وبتعمر بكلمة يا نهال، وأنا سنيني اللي فاتت كلها كانت خربانة، حولنا للقاهرة معاهم وعلى إيدك بعد معرفت سبب حرق المحصول رحت واتأسفت، بس لحد دلوقتي عيني مكسورة قدامهم، حاسس أن في حاجز اتبنى أو الأيام بنته، أو يمكن أنا السبب فأنه يتبني بيني وبين أخواتي، أنا مش هعيش قد اللي عشته يا نهال، عايز أعيش اللي باقي من غير مشاكل عشان قضيت عمري كله قصاد المشاكل."

إبتلعت غاصتها بقهرٍ وهي تشعر أن الكلام يثقب قلبها كالسهام، فوقف يربت على كتفها مُختتمًا:
- " خفي على العيال يا نهال شوية، مش عايزهم يعيشوا اللي عشته، هما كويسين مع عيال عمهم وبشوفهم فأي مكان متفرقيش بينهم وبين بعض من كتر مـا هما متمسكين ببعض زي الأخوات ويمكن أكتر، أنسي يانهال بالله عليكِ، أنسي وحاولي تتقبلي اللي بيحصل حتى لو مش على كيفك."

_____________________

أمام موقف السيارات الخاص بأسوان وقفوا الفتية يتألمون من ظهرهم، وحينها خرج "يونس" من السيارة قائلًا بحنقٍ:
- " يا عصام يا حبيبي لو عايز تجيبلنا الغضروف قول سكة ودوغري ومش هنتكلم واللهِ!"

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now