16- الفصل السادس عشر "محاولة"

1.9K 209 47
                                    

الفصل السادس عشر.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»

___________________

حاولتُ كثيرًا ألا اتعلق بكِ..
إلى حين زُرِعتِ داخل قلبي، فأصبحت متيمًا بِحُبِكِ!.

___________________

- " ربنا يكفيكِ شري وأنا متعصب."

أردف لتسأل بفضولٍ:
- " ليه؟ هموت رعب ولا إيه؟"

أجاب وهي يضع يديه في جيب سُترته:
- " ضحك؛ هتموتي ضحك."

انفجرت بالضحك دون وعي ليبادلها نفس مستوى الضحك وهو يطالع هيئتها بقلة حيلة، رُبما يشعر بما لم يشعر به من قبل، بقلبُهُ دقاتٍ تتراقص كأنغام فيروز على صوت المطر!.

أردف بحبٍ:
- " قلو عيونو مش فجأة بيتنسو، ضحكات عيونو ثابتين مبينقصو."

رفعت رأسها وببسمة رقيقة زينت ثُغرها مُكملة:
- "مدري شو بو، وبعرف شو بو، مطبوعة بذاكرتو ماتبحثو عم تبحثو."

أردفوا بنفس التوقيت:
- " فيروز!"

ضحكوا للمرة الثانية بإندهاش ليقول "سيف":
- " بحب أغانيها، شتا يعني فيروز."

فَتحدثت بإستحياء مما حدث منذ قليل:
- " فيروز وأم كلثوم، عبد الحليم، وميادة الحناوي، صباح ووردة، بحبهم أوي."

- " يابختهم."

-" ها؟"

تحدثت ببلاهة ليقول بقلة حيلة:
-" يادي النيلة السودة، أنتِ قلتِ ها بدل واء وأنتِ بتتولدي ولا إيه؟"

كادت أن تتحدث ليقاطعها صوت هاتفها، نظرت إليه بلومٍ مما قاله ثم إتسعت حدقتيها خوفًا حين سماعها صوت "رَوان" الباكي لتقول بهدوءٍ:
" اهدي ماشي؟، أنا جاية."

أغلقت الهاتف ليسأل بإستفسار:
- " في حاجة حصلت؟"

أجابت بشرودٍ اصتحبه بعض القلقِ:
- " مش عارفة، هروح أشوفها."

وقف يعدل ثيابه وقال بهدوء:
- " طب أنا كدا كدا ماشي، اتفضلي هنخرج سوا."

أومأت ببالٍ شارد وفكرٍ زاهد وتحركت بجانبه، فمالت تقول لأبيها الذي ظهر من الغرفة للتو:
- " أنا هروح أشوف رَوان يا بابا عشان عيزاني."

تحدث "خالد" لـ"سيف":
- " طب أقعد يا سيف ماشي ليه؟"

-" كفاية بقى يا عمي مرة تاني بإذن الله، تصبح على خير."

حرك هو ناحية المصعد وهي خلفه وما إلا ثوانٍ حتى توقف أمام الطابق الأول، خرجت هي ناحية منزل "رَوان" بينما تقدم خارجًا وهو يقول:
- " هبقى أرن عليكٌ أطمن ماشي؟"

أومأت بهدوءٍ ثم طرقت الباب، وبعد القاءها التحية على عمها وزوجته دلفت إليها لتجدها على الفراش تبكي بشقاتٍ مرتفعةٍ، جلست إلى جانبها بهدوءها المعتاد وقامت بمدَّ كوب الماء إليها لتُهدءها وقد حدث، وعقب إنخفاض الشقهات تحدثت بنبرةٍ ساكنةٍ:
- " احكيلي."

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن