23- الفصل الثالث والعشرون "انفجار!"

1.6K 174 16
                                    

الفصل الثالث والعشرون.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»

______________________

أتى صباح آخر بيومٍ جديد؛ والذي لم يستطع أن يخفي مطره الشتائي.. كانت تحديدًا الواحدة ظهرًا، وهي خلف نافذتها تُفرد كلتا كفيها تلتقط بهما حباتُ المطر بضحكات عالية، ابتمست بحب ثم تلثمت بشالها واكتفت بمطالعة المطر وهي تُردد بخفوت أمانيها الصغيرة والتي لطالما كانت تحاول تحقيقها، التفتت إلى الخلف على صوت رسالة من الهاتف، لم تعير لها الإنتباه بعد أن تذكرت أنها أنهت دورتها الخاصة بالتصميم منذُ يومان، لم تنكر بأنها استمتعت بها كتجربة جديدة ولكنها كانت تنتظر تلك المنحة التي لم تُكرر بالنسبة لها، وبعد غوصها في خيالها الذي لا تخرج منه أبدًا أتاها إتصال من الهاتف، تراجعت للوراء ببطيٍء مُملل ثم قوصت حاجبيها على إتصال مدرستها "فطيمة" الغريب، فأجابت بهدوء:

" السلام عليكم"
"أنا بخير يا مدام فطيمة وحضرتك؟"
"لا مشفتهاش هو حضرتك اللي بعتي الرسالة؟"
"إيــه؟!!!"
"دا بجد ولا هزار ولا إيه، أقصد.. أنا آسفة مش مصدقة بس"
"طيب طيب أكيد، شكرًا لحضرتك جدًا واللهِ"

أغلقت الهاتف ولم تعي لنفسها وهي تصرخ بعلوٍ من الفرحة، خرجت إلى الصالون حيث كانت "سما" ووالدتها "أمل" به، ومعهم والدها "خالد" و"عصام" الذي طالعها بزهولٍ وهو يقول:
- " أنتِ اتجننتي يا حور؟، بتصرخي ليه؟"

تفوهت بعينان لامعتان:
- " جاتني منحة دراسة وتأسيس في شركة your design يا عصام، أنا ممكن أبقى فحتة تاني"

شقت زغرودة "أمل" طريقها، فطالعها خالد بملل؛ يعرف جيدًا أنها لم تفهم حتى ما قيل ولكنها تمارس عادتها المفضلة؛ الإحتفال على طريقتها و أول ما تبدأ به هي تلك الزغرودة ..

فسأل:
- " فهميني يا حور براحة أنا فهمي على قدي"

ابتسمت بحب وجلست تسرد لهم عن تلك الشركة والمنحة وأسباب قبولها بها..

_____________

ضَجُرت من هدوء الغرفة وتنحنحت إلى الخارج، تعترف الآن أنها تشتاق إلى صوت والدتها بالمنزل.. فتحركت ناحية المطبخ والذي توقعت أن تجدها به وحدث، كانت تحرك ما على الموقد وتعبث بالخضراوات هنا وهناك، فشردت بذاتها الشاقة، تطبخ وتُنظف وتُرتب، تُبي وتُعلم، كم للأم مهمامٌ كثيرة خفية لا يقدرها أحد!، فتفوهت بمرحٍ:

- " أنتِ بقالك فترة مبتزعقيش معايا يا ماما، أنتِ كويسة؟"

نظرت إليها بطرف عنيها ونسبت بعد ثلاث ثوانِ استغرقتهم للتفكير:
- " بحاول اريحك مني، زي ما قلتي لصحبتك فالتليفون إنك مش طايقة البيت بسببي"

لوت شفتها بأسىٰ؛ فحتى وإن شعرت بهذا ليس من الجيد أن تقول، فبررت:
- " ماما أنا آسفه مكنتي أقصد، بس أنتِ.."

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now