الفصل الخامس عشر.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
______________
ليتني أعود بخطواتي إلى الوراء..
لأُصلح ما بدر مني من أخطاءٍ لا تُغتفر!
________________
ارتفعت شفتها السفلىٰ بغير فهم ثم ترجلت الى الغرفة ترتدي زيًا ساترًا، وما إلا دقائق وخرجت لتجده يجلس مع أبيها يتبادلان الأحاديث بقهقة، ألقت التحية ثم قال "كرم" لـ"سما" التي دلفت للصالون للتو:
- " كباية شاي يا سما عشان عايز حور فموضوع، بعد ازنك طبعًا يا عمي."
أومأ "خالد" بابتسامة ثم أتجهوا سويًا إلى الشرفة حيث افتتح "كرم" الحديث فورًا:
- " عايز منك خدمة."
ازاحة عنيها إليه بإستغراب ثم تنهدت بقلقٍ قائلة:
- " خير يا كرم، مش بتجيلي غير فالمصايب."
أردف بنبرةٍ ساخرةٍ:
- " مصايب يا حور؟، قال يعني البنت مبتعملش مصايب، دا أنتِ لما كبرتي عقلتي!"
ضحكت بخفةٍ وقالت بتراجعٍ:
- " عندك حق، خلاص خالصين، خير أن شاء الله!"
دلفت "سما" إلى الشرفة قائلة بضيقٍ:
- " اتفضل يا أستاذ كرم، ياريت يعني تقول لعصام أن كوباية الشاي من هنا ورايح هعملها بخمسة جنية؛ وأهو الم منكم فلوس بدل ما أنا مش عارفة أحوش من كتر الصرف."
ضربها "كرم" بخفةٍ على رأسها حيث تزمرت قائلة:
- " إيـــه!"
- " اطلعي بره بقى بلاش رخامة"
ازاحها بيده حيث تحركت تُتمتم بضيقٍ، أدار رأسه تجاه حور قائلًا:
- " عايز عنوان بيت ملك صحبتك."
شهقت بعلوٍ تزامُنًا مع ضرب كفها على صدرها قائلة بزعرٍ:
- " يانهار أسود، عملت إيه ملك؟"
- " ششش يابنت المجنونة أنتِ هتفضحيني."
قالها بخوفٍ لتقول هي بحنقٍ:
- "مجنونة فعينك يا كرم، مامــا!"
- " بس بقى يا حور متخلنيش أندم إني كلمتك."
لوت شفتها بأسى سائلة بهدوءٍ:
- " ليه؟."
تحدث وهو يشرد بالشوارع:
- " عايز اتقدملها."
إتسعت حدقتيها فرحًا وقالت بهلهلةٍ:
- " دا يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك، أما أروح أبل الشربات."
قالت أخر كلماتها وهي تتحرك خارجًا بعفويةٍ حيث أوقفها صوته الساخر:
- " تعالي وأنتِ شبه جموسة الغيط بإسدالك دا تعالي."
عادت للخلف وهي تُطالعه بضيقٍ حيث أكمل:
- " أنا بقول عايز اتقدملها بس، هـاتقدملها لسه يا حور مش مشروع كتب كتاب هو!"
-" أيوه أيوه خلاص فهمت."
قالتها وهي تُزيح ببصرها ناحية الشوارع حيث أردف هو بنبرةٍ مُريحةٍ:
- " الحمدلله، ها؟"
YOU ARE READING
مُعَانَاة كَالسُكَر ✓
Romanceرُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ كـنجاةً لي من موج أحزاني، ظننتُ أن كل ما يمُر ثقيل؛ إلى حين وجودكَ أصبح بخفة الريشة.. أصبَحَت بقُربكَ كُل مُعَانَاتي كَالسُكَر. ♡
