3_الفصل الثالث "إدراك"

2.7K 226 122
                                    

الفصل الثالث.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»

____________________

أيعقل أن يستمر الإنسان في جلد ذاتُه كضحية كل ليلة دون رحمة لروحه الهالكة فالظلام!
__________________

كانوا يجتمعون سويًا بالشُرفة الواسعة والتي تُسمى بِـ "البراندة" ، جلست "رَوان" بجوار "سما" على المقعد الذي يتسع لِثلاثة و بمنتصفهم "سمر" التي كانت تُناقش "سما" بشيء يخص الدراسة، بينما على الجانب الآخر جلست "سلمى" بجوار "حور" تتساءل عما بها من تغيُرات واضحة، كان "عصام" يُقهقه على أحاديث "كرم" المُمتعة ، و "إسلام" يجلس أرضًا يلعب بالهاتف تلك اللعبة التي تُسمى بِـ "لودو" برفقة "يونس"..

- "هاها جبتك.. عشان تعرف ترجعني من قدام بيتي يا يونس بعد كدا!"

قال بحماس بينما ضرب "يونس" كفه بجبهته:
- "يابن الأيه يا إسلام دا أنا كنت خلاص! ماشي ماشي هجيبك."

- "تجيب إيه يا عنيا مخلاص!، ستة يارب ستة بقى"

طرق بأصبعه على النرد الذي وقف على العدد "1" ليقول بإستياء:
- "أنتَ لو دافع رشوة للنرد مش هيجاملك كدا!"

قهقه "يونس" بعلو قائلًا بنبرة بريئة مُصتنعة:
- "لا أنا بس عشان طيب وقلبي أبيض، شوف بقى كدا!، أهو الستات بتجري جري عندي وطلعت بسرعة وهفوز برضو."

- "لا بقى يخربيت الظُلم خمسة يارب خمسة"

قالها "إسلام" وهو يطرق على النرد ليأتيه "1"، تأفف قائلًا بتزمُر:
- "لا بجد بقى كدا زودها، بقلك إيه بقلك إيه عيد الدور م الأول."

- "أإيه يا خويا أسكت يـالا، ستة يارب ستة."
طرق "يونس" على النرد ليأتيه عدد "6" ليقول بهتاف:
- "يحىٰ العدل، الحمدلله يارب، أنا! أنا ربنا نصرني."

كان "إسلام" يرمُقه بغيظ ليأتيهم صوت "كرم" من الخلف حانقًا:
- "مـ تبس بقى أنت وهو صدعتونا!، وبعدين أنتوا مش صغيرين على الهبل دا!"

أردف "عصام" بإتفاق:
- "قولهم!"

بينما قال "إسلام" بخبث:
-" تيجوا چيم بـ أربعة؟"

جلس "عصام" أرضًا على الفور يليه "كرم" الذي أردف:
- "أنت بتسأل؟"

تحدث "عصام" بإستعداد:
- "أفتح الچيم يغالي دا أنا هدوسكم."

تدخل "يونس" قائلًا بسخط:
- "إيه دا يارجالة؟، مش كان لعب عيال من ثانيتين؟"

نفخ "كرم" دخان سِجارته بتأفف قائلًا:
- "متلعب وأنت ساكت يا يونس ولا اقلك، أطلع برا منها هنلعب تلاتة."

أردف وهو يقترب إليهم بلهفة:
- "دا بعينك يا كرم! أنا هاخد اللون الأزرق عشان بتفائل بيه."

نظرت إليهم "سلمى" بإنزعاج على الصوت ثم دارت برأسها وهي تحتضن "حور" بذراعها مُتمتمة بتهوين:
- "خلاص يا حور بقى باللهِ، والله ميتساهلك."

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now