25- الفصل الخامس والعشرون "أهلًا رمضان"

1.8K 186 36
                                    

الفصل الخامس والعشرون.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»

_______________
تُجاهد..
وسط ميادينٍ من اليأس،
وحشودٍ من الغِل،
وسدودٍ كالجبال..
والكثير من المعارك الحارقة،
والمحيطات الغارقة،
ومع ذلك تُجاهد للأنتصار وحدك،
آملًا أن تعثر على وجهتك، وتُلون مساركَ بألوان الوثوق..
فَلا شك أنك ستقف في مرساك يومًا ما وتقول بصوتٍ يُرعب الحقود..
"ها أنا ذا، أمسكتُ بِحلمٍ طال فيه طريق الوصول!"
_____________________

أتت الساعة التي طال انتظارها بالنسبة لـ "كرم"؛ والذي كان يبتسم على هيئته التي تعكسها المرآة بإندهاشٍ، تدحرج شريط ذكرياته البائسة أمامه مرة أخرى ولكن؛ لم تسيطر عليه ككل المرات السابقة، بل ولوهلة شعر بالفخر والامتنان لما مر به، يشعر الآن أيضًا ببعض الرضا عن كل ما عاشه للآن، ابتسم فجأة حين تذكرها ورأىٰ صورتها ترتسم في مخيلته، ولم تُتيح له الفرصة لأن يشرد أكثر من ذلك، وهذا لأنه قد سمع صوت ضوضاء تتسرب من الخارج، فتح الباب وخرج بسرعة يعرف سببها، ولكن تفاجأ بدهشةٍ حين وجد "إسلام" يُمسك بِعُلبة بيضاء متوسطة الحجم، ويطرق عليها بسرعة وهو يُغني برفقة "يونس" و"عصام" والفتيات تُصفق بالخلف، كان المشهد كافي بتفاصيله أن يُقعه أرضًا من كثرة الضحك، ولكن لا ينكر أنه شعر ببعض الدفء يتسلل إلى قلبه على ما يفعلونه له..

آتاهم صوت زغرودة "كريمة" التي خرجت من غرفتها متجهزة تمامًا، أما "إسلام" والفتية، تقدموا ناحية "كرم" يدورون حوله ويُدندنون بأغاني شعبية قديمة، حيث كان "عصام" يقول:
-"يا نجف بنور يا سيد العرسان"

والفتيات يُرددون:
-"يا سيد العرسان"

-" يا قمر ومنور عـالخلان، آه يا نجف آه نجف آه يا نجف حلو يا نجف آه "

-"حلو ومدلع من يومك، اسم الله عليك ملوي هدوك"

رددوا الفتيات ورائهم بمتعة وضحكات بينما نثر "يونس" بعلوٍ:
-"وعريسنا حلو"

طرق "إسلام" على ما بيده وهو يركع بأحد قدميه أرضًا وقال:
-"آه"

-" والنعمة حلو"

-"آه"

-"وعروسته أهي"

اندهش الجميع وهم يتساءلون بأعنيهم عن العروس، وما إلا ثوانِ استغرقتها والدته "كريمة" لتلتصق بأبنها وهي تُشير إلى حالها بمرحٍ، ليكملوا الشباب:
-" قمورة أهي"

تفوه الجميع سويًا:
-"شيليه بقى فعينك يا عروسة وأن زعل أبقي اديله كام بوسة"

-"بـــس لحد هنا واستوب، اللي جاي من الأغنية عايز خطيبته مش أمه"

قالها "يونس" بإحراجٍ ليضحكوا عليه الجميع، أما"عصام" فتقدم يحتضن أبن عمه ببسمةٍ كادت أن تترك فمه من السعادة، وبعدها تقدم "إسلام" و "يونس" وخلفهم تقدموا الفتيات يصافحونه بحبٍ ويقدمون له المباركة، وأتى أخيرًا الدور على فتاته الصغيرة كما ينعتها داخله دائمًا " روان" التي قفزت داخل أحضانه بضحكاتٍ عالية وهي تقول:
-" وأخيرًا عشت وشفت اليوم اللي هزفك فيه يا كراميلا"

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن