6_ الفصل السادس "مُعالجة"

2.2K 212 153
                                    

الفصل السادس.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
______________________

دائمًا ما كان يصادفُنا ضجيجًا آخر يكمن بأعماق قلوبنا، ضجيجًا يعكس ذلك الهدوء، عالم يجعلنا نسبح به رغمًا عنَّا، عالم يجعلُنا نُبحر بداخلُه كُل ليلة على أمل أننا سنصل إلى النهاية من كُل شيء حاولنا التعافي منه، ولكننا دائمًا ما كُنَّا غريقين بِقاع تلك الأحاسيس الغير مُرتبة التي تحتل جوفنا!
____________________

'جروح العائلة لا تُشفىٰ ولا تُنسىٰ؛ بل تتناسىٰ.'
_____________

قامت بفتح الباب ثم اتجهت ناحية الصالون بحرج، ألقت التحية على كُل منهم ووقفت كالصنم ليأتيها صوت "عصام" قائلًا:
- "تعالوا هنا فالبراندة عشان تاخدو راحتكم."

قام "عصام" بتوصيل "سيف" إلى الشُرفة ليقف بينما هي وقفت إلى جانبه وكأنها على جمرٍ، اشتعلت وجنتيها بسبب التدفق الحراري لدمها، إنتفضت يديها إنتفاضًا ملحوظًا بينما كانت تُعقد أصابعها سويًا كالخيط، رفعت عينيها خلسة لتجده يُطالع الشوارع أرضًا بشرود، عقدت حاجبيها لسكونه المُريب ليقول بهدوء:
- "عندنا براندة زي دي بس مش جميلة كدا."

حركت رأسها بإستيعاب لما قاله ليُضيف:
- "إسمي سيف حسين عمران، 28 سنة، خريج هندسة، اشتغلت بعد التعليم مع عمي فمعرض شراكه فدُبي وجيت ليا شهرين تقريبًا أتابع شغل الفرع الجديد هنا."

حمحمت بتوتر ثم رفعت ساعديها على سور الشرفة قائلة:
- "إسمي حور خالد المهدي، 23 سنة، أخر سنة تمريض"

ابتسم بشرود ثم حول نصف جسدُه ناحيتها قائلًا بإعجاب:
- "تمريض!، عظيم."

ابتسمت عقب رفع عينيها لتتناغم مع عنيه لثوانً ثم قامت بتوزيعها على الشارع أرضًا قائلة بإمتنان:
- "شكرًا."

رفع حاجبًا بغير تصديق على تلك الملامح البريئة، وجهُها بشوش لا يحتاج تكليفًا، وكأنها تبتسم طيلة الوقت، حمحم عقب إفاقته مش شروده قائلًا:
- "بصراحة؟، أنا مكنتش عايز اخطب لأن يعتبر لسه بتعافى من علاقة قديمة خدت كل طاقتي، فمش جاهز لأي علاقة حاليًا لأني هكون بظلم الطرف اللي معايا."

اتسعت حدقتاها قليلًا هي تُطالعه ليُكمل:
- "حبيت أقولك من البداية عشان مظلمكيش، أنا بس جيت عشان بابا وماما أصروا و.."

- "أنا كمان."

عقد حاجبيه بإستغراب لتُكمل:
- "لسه خارجه من علاقة خدت كل حاجة جوايا وسابتني فنص الطريق بحاول الاقي نفسي، ووافقت أقف معاك هنا عشان خاطر بابا وأخويا."

ضحك بغير تصديق وهو يُشير إليهم وهم بالصالون لتوميء هي بإحراج ليقول:
- "ياه أما صدف بصحيح."

مال بجسده على السور مُكملًا:
- "وهنعمل إيه؟"

ابتسمت بخفة قائلة بتلقائية:
- "واضحة هنطلع نقول مرتحناش ويا دار مدخلك شر."

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now