الفصل الثاني والعشرون.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
_____________________
أحتاجُ لبصمة أناملكِ بكفي؛
فٓلن أفلح في السبيلِ بدونكِ! ♡
______________________
يُراقب تصرفاتها العبثية بحب، حيث أنه مال بعنقه و تلقائيًا ارتسمت على شفتيه بسمة إمتنان؛ فـكيف لإنسان غريب لا تربطه بك أي صلة أن يصبح بين ليلةٍ وضحاها مأمنك ومسكن أيامك!، كيف لها أن تكون له كل هذا وأكثر؟
حمحمت بتوترٍ عن ملاحظتها شروده بها، ولكنها قالت بنبرةٍ مملةٍ:
- " في إيه يا طارق هتفضل باصصلي كده كتير؟"
دحرج عينيه بضجرٍ:
- " يا مُفسدة اللحظات السعيدة"
ضحكت بثُغرها:
- " طب عندي ليك خبر حلو"
- " أحلى منك؟"
سأل ببساطة وهو يحتسي كوب قهوته لتُجيب هي بلومٍ:
- " مـا تبس بقى وركز معايا"
أخرج همهمة من حنجرته فتفوهت بحماسٍ:
- " بابا وافق"
- " على إيه؟"
- " أنا ماشية"
أمسكها من حقيبتها وهو يُقهقه خبثًا:
- " خلاص والله آسف اقعدي"
جلست وهي تُطالعه بإشمئزازٍ ليقول هو:
- " هحدد يوم وهاجي أنا وبابا وسيف، والمرة الجاية بإذن الله لو فيها خير هجيبلك بيرو"
ضحكت بخجلٍ ليقول هو بعبثٍ:
- " قال يعني مكسوفة!"
ضربته على كفه بضيقٍ وأكملت عملها بالحاسوب متعمده تجاهله تمامًا ونجحت بذلك، أما هو فلم يحاول حتى؛ لأنه يعرف أنه سيسقط في بئر انجذابه لها كما يحدث دائمًا!..
_______________________
كانت تخطو خطواتها الواثقة فالممر الرُخامي، حتى عند ارتدائها تلك السترة الغبية كما تنعتها دائمًا؛ إلا أنها لم تُنقص من ثقتها بنفسها.. وهذه أفضل الطباع لديها دائمًا، جلست عقب قول أحد المسؤولين لها بأن تنتظر قليلًا، أخذت تتنفس بهدوء وهي تحاول جاهده الأستمتاع بتلك الفرصة حتى ولو لم تُظهر أقوى ما لديها، وفقد دار برأسها قول والدتها..
" متقلقيش، خليكِ واثقة فنفسك وهتبقى أشطر إنسانة فالكون، وحتى لو مبقيتيش أشطر حد فشغلك أنا وبباكِ فخورين بيكِ"
تعلم جيدًا أن والدتها لا تقول إلا الصواب، فهي تحبها كثيرًا، دائمًا ما كانت رفيقًا كالبلسم تُطيب أعباء الحياة لها..
أُفيقت على قول إحدى المسؤولين:
- " اتفضلي يا آنسة تالية، الطلاب جاهزين."
أومأت ببسمة طفيفة ثم ترجلت تعدل من ثيابها، دلفت إلى الغرفة المخصصة للدراسة الطلاب، أو بمعنى أدق بعضُ الطلاب فالبقية لم يتم تثبيتهم فالقبول بعد..
YOU ARE READING
مُعَانَاة كَالسُكَر ✓
Romanceرُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ كـنجاةً لي من موج أحزاني، ظننتُ أن كل ما يمُر ثقيل؛ إلى حين وجودكَ أصبح بخفة الريشة.. أصبَحَت بقُربكَ كُل مُعَانَاتي كَالسُكَر. ♡
