° مِعيارُ أمل ° 21

171 14 0
                                    

- آه، بيانم شين، كم مرةً يتجوبُ علي إخباركَ أن هذهِ الجُدران هي كل ما أعرفُ ؟.

المُستمعةُ غائبةٌ، عن كل ما حولها، واقعـًا كان أو خيالًا، عقلُها فارغٌ عن ما يحتويهِ، صورتينِ محفورتينِ لـشخصينِ تترددُ بـشكلٍ دائمٍ، لم يكُن بـوسعهَا سماعُ سوي كلماتٍ مُتقاطعةٍ إلي جانبِ ذلك الحَشدِ المهولِ داخل رأسهَا.

كان الأمرُ كارثيـًا بـطريقةٍ ما، طريقُ العودةِ بدا وعرًا مُظلمـًا مُتكدسـًا، جسدها بـالكادِ يصمُدُ، بـالكادِ مقلتيها تُساعدانِها علي الرؤيةِ، أهدابها تنطبقُ و تنفرجُ بـبطءٍ مُميتٍ.

المنزلُ، هي تُريدُ العودةَ لـمَن بـالمنزلِ، و حيثُ حَمِلتها تلك الجدرانُ، ليتها امتلكت وسيلةً للإتصالِ بـيووجان، لكن لم يَسبق لها و تذكرت رقمَ هاتفهِ، و كل ما يَحملهُ عقلها الأن..ليس سوي الهربِ إلي حيثُ ما بين ذراعيِ إبنها و زوجها.

- عزيزتي، جيا مين.

المعنيةُ رفعت بؤبؤيهَا بـتعبٍ شديدٍ لإبداءِ الإهتمامِ للمُتحدثةِ، يونير كن، بـنظرتِها الحانيةِ و ابتسامتها الدافئةِ المُرتسمةِ علي محياها، بدت ملائكيةً، و كـأن الألهةِ بعثت إحدى ملائكتِها لـزرعِ الورودِ.

- أنتِ بخيرٍ ؟، أ بـحاجةٍ لأي شيء ؟.

جيا مين نفت بـرأسها ثم هي غطت رأسها بـالغطاءِ الدافءِ و تابعت لف نفسها كـشرنقةٍ علي الأريكةِ، فـتنهدت يونير كن و حولت بصرها إلي حيثُ ما سُلطانيةُ حساءِ الخُضرِ و الذي لم ينقُص إلا القليل.

فـأحنت بـجذعها تمسحُ بـيدها علي طولِ ذراعي مَن داخل قوقعتِها.

- أعتذرُ لكِ عن ما بَدر مِن العالمِ تِجاهكِ إلي الأن.

هي جلست جوار المُتقوقعةِ علي الأريكةِ و تابعت حديثها قائلةً:

- تَعرفين ؟، يُلقي الناسُ دومـًا اللومَ علي العالمِ، و كـأنهُ المُذنبُ، ليس و كـأن تلك رسالةٌ مِن السماءِ للغُفرانِ.

هي صمتت قليلًا، و القت بـرأسها للخلفِ حيثُ خلفيةُ الأريكة، حدقت بـالسقفِ الأصفرِ لوهلةٍ، ثم هي تابعت بـهدوءٍ.

- لا علاقةَ للعالمِ بما يجري لأحدنا، إنها فتراتُ حياتنا، كل شيءٍ مما نعيشهُ الأن قد دُوِن مُسبقـًا قبل خَلقنا حتي بـصحيفَتنا، إننا فقط بشرٌ مُتعبونَ مُتذمرونَ،

نكرهُ مَن يَلومُنا، مَن يُعاتبُنا، و نهيمُ عِشقـًا بـمَن يُنافِقنا، يمدحُنا علي الرُغمِ مِن خَطايانا، هذا مُثيرٌ للسُخريةِ لـحدٍ كبيرٍ، إن النَفس البشريةَ لـمريضةٌ و الجميعُ يتوارثُ مَرضها.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now