° ضربةٌ مُزدوجة ° 45

97 10 1
                                    

- ما الذي حل بـساقكَ ؟.

جيا مين تساءلت عاقدةً حاجبيها بـخشونةٍ، جيمين لم يبدو بخيرٍ إطلاقـًا لأيٍّ منهُما، الجبيرةُ التي إلتفت حول ساقهِ لم تكن تُطمئِنهُما، لكنهُ، و رُغم سيرهِ الغيرِ مُتزنٍ مع العكازِ،

إلا أنهُ لم يتأخر في المجيء حين علمَ بـأمرِ إحتراقِ بيتِ خليلهِ، بقيَ معهُما، و ساعد إحدى السيداتِ في أخذ جيا مين لـبيتها لـتنظيفِ الدم الذي لم يتوقف إلا بـصعوبةٍ، الجميعٕ أعتقد أنها بـفترتها الشهريةِ وحسب، لكنها لم تكُن.

ثم و عند الزوال، الخليلُ الشاحبُ طلب منهُم البقاء في بيتِ أُسرتهِ حتى يجد أبيهِ حلًّا لمّا حدث،

رجالُ الإطفاءِ لم يعثروا على أي تسريبٍ لـغازٍ، ممّا جعل الأنظار تتوجه تِجاه ما خارج حدودِ البيت، شخصٌ ما فعل ذلك، و بـطريقة ما لم يترك دليلًا واحدًا،

لأن كل شيء إحترق و أنتهى بهِ الأمرُ لـيكون رمادًا.

لم يكُن أمام يووجان إلا أن يوافق و يتبع جيمين وحسب، لم يَعُد يملكُ شيئـًا في هذا الشارعِ لـيبقى لأجلهِ، سوى جُدرانٍ مُتفحمة.

طوال الطريقِ، يووجان و زوجتهُ نظرا بـصمتٍ لـجيمين الذي يسيرُ بـعكازٍ، كان ذلك غريبـًا لهُما، و مُريبـًا، لكنهُما أغلقا فاههُما، و أكتفى يووجان بـمُساندةِ زوجتهِ للمشي بـهدوءٍ خَشيةً مِن تسرب الدمِ مُجددًا،

وصل ثلاثتهُم للبيتِ قبل مُدةٍ قصيرةٍ، لم يستقبلهُما أبويّ جيمين، في الواقعِ، لم يظهرا مِن الأصلِ.

- إنهُ لا شيء يا خالة.

جيا مين أستقامت عن الأريكةِ لـجوارِ زوجها الذي نظر لها، أقتربت مِن الأريكةِ المُقابلةِ حيثُ يتمجلسُ الخليلُ الشاحبُ، هي أبتسمت لهُ بـرحمةٍ و جلست قُربهُ،

شيئـًا فـشيئـًا، أستطاع الشعور بـإحدى يديها فوق كتفهِ الأيسر، هو أخفض أنظارهُ، ثم هي سحبتهُ لـصدرها فورًا، عانقتهُ بـقوةٍ، مَلمحُ جيمين أنكمش بـألم طفيف، كان هذا شديدًا،

لكنهُ أمتلأ بـالرحمةِ، و هذا كان يُرسلُ لهُ موجاتٍ مِن الدفء، لأن هذا يكادُ يكون عناقهُ الأول في حياتهِ لإنسانٍ أخر سوى خليلهِ البندقي، كان هذا مُريحـًا،

أن هُناك صدورًا تحوي كل هذهِ الحرارةِ و بـإمكانها مُشاركتها، كان شعورًا غير طبيعي لهُ، كيف لهُ أن يصف هذا لها ؟،

أن الإنسان يحتاجُ لـمعدلٍ مُتوازنٍ مِن العناقِ يوميـًا لـينمو بـصحةٍ نفسيةٍ حقيقيةٍ بينما آخر واحدٍ حصل عليهِ كان مُنذُ مُدةٍ نسيها ؟،

Methomania | ✓Where stories live. Discover now